مع عظيم الامتنان وشديد الاحترام، أتقدم بسؤالي إلى كل مسؤول ومن يدير قناة الكويت الثانية، هل تتابع برامج القناة؟ هل لديك فكرة عما يعرض فيها؟ هل أنت راض كل الرضا بل بعض الرضا؟ لا أعتقد، فأما أن تكون غير متابع أو غير راض! وأما أنا فمن المتابعات المندهشات من الحال التي آلت إليها هذه القناة دون سواها، وخذوا في البداية الأفلام التي تعرض، فلقد حفظتها وأحداثها كحفظي لأهزوجة القرقيعان، فالفيلم يعرض بالشهر أكثر من مرة، ويكرر ويكرر، وبعد الفيلم يأتي ذلك البرنامج المشؤوم المروع جثث ودم وقتل وجرائم بشعة كي تنام بعدها قرير العين وتنعم بالأحلام السعيدة!
وذات يوم مضى وأثناء نشرة الأخبار شاهدت أمراً لن أنساه أبداً بالمذيعة، سيدة أجنبية أظنها كانت تتريض بالممشى وليس بالنادي فتلوها (جروها) على عجل بعد أن توازوا (اضطروا) إلى فعل ذلك، فمظهرها بدا غير مرتب منكوشة الشعر شاحبة ترتدي تي شيرت قديماً داكته الغسالة لمن قايلة بس! وما كان المفروض أن تكون مذيعة أبداً ولا أدري كيف صمد المصور أمامها، فكأنها تعلق على ملاكمة! ولله الحمد، لم أرها بعد تلك المرة أبداً. وأما صيد الكاميرا، فيحق للمشاهد أن يتقدم بشكوى، وسيكسب القضية ببساطة، ويعوّض بدل عكننة وارتفاع الضغط، فهي قديمة وبايخة، وعهدي بها منذ كنت بالابتدائي، وما زالت تعرض بكل ثقة! وهي تسبب التعب النفسي الذي بدوره يؤدي إلى تساقط الشعر! وعالم الحيوان، آه من عالم الحيوان، فطول هذه المدة كنت أعتقد ان الديناصورات هي الحيوانات الوحيدة المنقرض ولكن الظاهر كل الحيوانات انقرضت، فلا أدري سبب إصرار من يقوم على هذه الأفلام محاولته إقناعنا بأنه ليست هناك حيوانات في الكون غير القرود والغوريلات، ونعلم أنها من خلق الله، ولكن الله سبحانه خلق أنواعاً عديدة في البر والبحر والجو، فهناك الطيور والأسماك والخيول والغزلان، فأين الأنهار والأشجار وخرير الجداول وهدير الشلالات، فلقد أصابنا الملل ونحن نشاهد كيف تبيض السلحفاة وتدفن بيضها بالرمل وتعود إلى البحر، زين وبعدين؟ والملاحظ أيضاً في التوقيت غير المناسب، فبفترة الوجبات الثلاث تعرض لك الديدان والثعابين وأشياء مقززة جداً، وللأمانة هذا الملاحظ في الكثير من القنوات.
فيا أيها الكرام، لا بد أن تكون هناك التفاتة إلى ما يعرض من برامج، والفيلم الذي يعرض لا بد من إبعاده، بحيث لا تطول آيادي أشخاص لا يميلون إلى الحركة! نعم، بلا شك القنوات كثيرة وطب وتخير، ولكن الإنسان بطبيعته ميال إلى هويته، وبوده أن كل شيء يرمز إلى وطنه يكون في أعلى مستوى من الرقي وأفضل الموجود، ويقهر حين يرى الجمال والإبداع لدى الآخرين، ونحن في إمكاننا أن نكون الأفضل، فلا ينقصنا شيء، وكل المقومات متوافرة فقط، المسألة تحتاج إلى هزة بدن وشيء من الحماس والاهتمام والمراقبة الدقيقة ومنكم السموحة.
فضيلة التميمي
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق