داود البصري: عبد الحميد دشتي ونهاية حقبة

مع إنتهاء عهد وولاية مجلس 2012 النيابي في الكويت وبالتالي سحب الحصانة البرلمانية عن نواب ذلك المجلس , وقع المحظور , وتحركت الدعاوى القضائية ضد بعض النواب السابقين ومنهم وفي طليعتهم الرفيق عبدالحميد دشتي الذي حمل الراية القانونية عاليا وتمترس خلف القوانين الدولية وهويرفع راية النضال والصراع ضد مملكة البحرين وشرعيتها الدستورية والتاريخية ومهددا المملكة العربية السعودية بالويل والثبور ومتسلحا بمؤتمرات الرفاق المؤلفة قلوبهم في ( النجف ) و( لندن ) وبلاد ماوراء النهر, والأدهى أنه وفي عمق قاعة عبد الله السالم العريقة في الكويت تغنى بالدستور السوري الجديد التلزيقي لدهاقنة نظام البعث السوري العتيد في إرهابه وإجرامه بل ودافع عن نظام الشبيحة القاتل والمجرم وتحدث مدافعا عن ذلك النظام وبالضد تماما من أغلبية الرأي الشعبي الكويتي والعربي والإسلامي والدولي , وعموما فإن آراءه الخاصة هي بمثابة تعبير عن رؤيته ومصالحه, ولكن الرجل وهويتحدث بما يتصور بأنه منطق قانوني ويهدد معارضيه بالشكوى عليهم في جنيف بل انه هدد علنا برفع دعوى جزائية ضد ملك البحرين في سويسرا وبشكل يتماهى مع ما تطالب به المعارضة البحرينية المرتبطة بالمشروع الإيراني فإنه قد نسي نفسه تماما وانسلخ عن طبقة رجال الأعمال الذي ينتمي إليها وتورط في مشكلات قانونية لن نعلق عليها لأنها بيد القضاء الكويتي الشهير بعدله وحزمه وصرامته , ولكن ما نعلق عليه صراحة ومن دون مواربة هو كيفية أن ينسى المرء نفسه ويتجاوز على قضايا ومسلمات وأمور كبيرة وخطيرة للغاية, فالدفاع عن المجرمين والقتلة وتزيين قبائحهم ومحاولة خلط الأوراق ولوعلى حساب دماء آلاف الشهداء عملية ليست سهلة ولا مريحة بالمرة , فمن يتحدث حقيقة عن مصالح الشعب الذي يمثله ينبغي أن يكون حريصا أيضا على دماء الشعوب الأخرى, ولا يقف ضد منطق التاريخ والعقل والعدالة , بكل تأكيد فإن المواقف الراديكالية التي كان يعبر عنها النائب السابق عبد الحميد دشتي هي نتاج لرأيه وفكره ومصالحه, وحتى الأطراف التي هاجمها من أشخاص أوإعلاميين أودول ومؤسسات لن تتأثر أوتهتز لذلك, لأنه يعبر كما أسلفنا عن رأي وتيار خاص به وبمصالحه والتي تغيرت طبائعها اليوم وتهاوت مع رياح التغيير العاصفة التي تضرب الشرق القديم بأسره, وقد عود حكماء الكويت الأوائل الرأي والفكر على ذلك التغيير والعبارة الخالدة المنقوشة على مدخل قصر السيف ( قصر الحكم ) في العاصمة الكويتية تؤكد ذلك المنحى ( لودامت لغيرك ما اتصلت إليك )!, إنها ليست مجرد قول شائع بل حكمة خالدة تتوارثها الأجيال , نتمنى للنائب السابق عبد الحميد دشتي كل الخير وأن يخرج من عثرته ويتجاوز أزمته القانونية , مع تمنياتنا بأن تكون النظرة لقضايا الشعوب الحرة ليست أحادية الجانب ومبنية على النظرة الإنسانية الشاملة وليس المصلحية الطارئة , لقد انتهت مع نهاية مجلس أمة 2012 حقبة مهمة من حقب التاريخ الكويتي الحافل بالمتغيرات والمفاجآت , وانفتحت أبواب المستقبل أمام خيارات كثيرة طابعها الحركية والدينامية وليس الجمود بالقطع , كما أن العالم يخطو اليوم خطوات مهمة وفاعلة نحو إنهاء الاستبداد والتسلط وأنظمة الموت التي يحلو للبعض الدفاع عنها متناسين عن عمد أوتجاهل أن دماء شهداء الحرية تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم , وتمنياتنا للجميع بعطلة صيفية هانئة بعيدة كل البعد عن ( التخشيبة ) والمخافر.. ودمتم.
*كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.