الأول تحول فنحن نعيش هذه الأيام عصر الجماهير بعد أن انقضى زمن السياف مسرور الذي وضع سيفه في المتحف وطلب التقاعد عن العمل، فما عاد الخليفة قادرا على إصدار أوامره دون استشارة الرعية وما عادت المرحلة تسمح للرئيس الأميركي بأن يهاتف الپنتاغون ويطلب منه تجييش الجيوش لإسقاط هذا الرئيس أو ذاك ثم يعاود اللهو مع كلبته في حديقة البيت الأبيض.
عرفت البشرية الحركات الراديكالية العنيفة مثل «بادر ماينهوف» و«الجيش الأحمر» التي لم تغير في الواقع، وقتذاك، قيد أنملة. وذلك على عكس حركات العصر الجديد مثل «كود بينك» و«احتلوا وول ستريت» وحركة «تمرد» التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين في مصر. فهذه الحركات السلمية أصبحت تهيمن على القرارات الكبرى وتؤثر في مجريات الاحداث بصورة عميقة.
السلطة المتعاظمة للناس في عصر الجماهير أجبرت الرئيس أوباما على طلب التفويض من الكونغرس بشأن الضربة العسكرية ضد قوات بشار الأسد، وهاهو اليوم يستجدي التفويض. ومثلما يبدو فإن إزالة الطغاة عن السلطة أو غل أيديهم عن ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية أضحت مسألة معقدة وصعبة وربما تحتاج لجمع تواقيع نصف سكان الأرض ومليون مؤتمر نسمع فيها مليار خطاب مكرر.
راحت عليك يا القذافي!
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق