علي خاجه: شكراً أحمد السعدون

ما إن أدرج سهم بنك وربة في سوق الكويت للأوراق المالية حتى انتشر ما يسمى بالـ”هاشتاق” بلغة “تويتر” تحت عنوان شكراً أحمد السعدون، والـ”هاشتاق” يستخدم في “تويتر” كي يتسنى لمستخدمين مختلفين الحديث حول موضوع واحد ويرمز له بعلامة #.
عموماً وقبل الخوض في التفاصيل لا بد من الإشارة إلى أن بنك وربة هو بنك تم إنشاؤه بقوة القانون من خلال مجلس الأمة؛ لتعود ملكيته للحكومة ممثلة بهيئة الاستثمار بنسبة الربع والثلاثة أرباع للشعب الكويتي، وتكون بذلك حصة كل مواطن كويتي ما يقارب الـ700 سهم، وقد كان السيد أحمد السعدون أحد متبني هذه الفكرة التي أثمرت اليوم عن بنك جديد قد يساهم في تحسين أداء القطاع المصرفي.
أما الحديث عن مدى الجدوى الاقتصادية للمشروع فهو أمر لست على علم به، ولكن ما أعرفه جيداً هو أن إنشاء بنك بأسهم للمواطنين أفضل بكثير من توزيع أموال للمواطنين تتلاشى فور توزيعها بسفر أو بآيفون، وهو لا يعني بأي شكل من الأشكال تزكيتي لفكرة البنك لكنها حين المفاضلة مع المنح الموزعة فهي أفضل بكثير، ولكن المفارقة أني أجد كثيراً من المواطنين يتسابقون بإرادتهم لبيع تلك الأسهم، فيستحوذ عليها من يستحوذ، وتردد لاحقاً أسطوانة الحيتان الذين يسيطرون على مقدرات البلد!!
على أي حال فإن ما استوقفني فعلاً هو ما بدر من شكر للسيد أحمد السعدون من الكثير من مستخدمي “تويتر”، وهو بالطبع حق مشروع لهم، فهم يؤمنون بأن بنك وربة إنجاز تشريعي يعود الفضل فيه بالمقام الأول للسيد أحمد السعدون، علماً أن هذا الإنجاز التشريعي الذي يؤمنون به تم إقراره في عهد سمو الرئيس ناصر المحمد وبرئاسة السيد جاسم الخرافي لمجلس الأمة، وهما شخصيتان يعتقد كل من بادر بالشكر للسيد أحمد السعدون أنهما من أسوأ الشخصيات السياسية في تاريخ الكويت.
ما سبق يعني أنه رغم سوء وضع مجلس الأمة والحكومة في ذلك الحين فإن السيد السعدون وزملاءه تمكنوا من تحقيق إنجاز تشريعي لمصلحة المواطنين، والآن نطرح تساؤلاً هاماً للمشاركين بالـ”هاشتاق”: هل كان من الممكن أن يتحقق الإنجاز التشريعي المتمثل ببنك وربة لو كان من صوّت لإنشاء البنك من النواب مقاطعاً للانتخابات النيابية؟
تلك هي المسألة ببساطة، فالمكاسب الممكن تحقيقها من داخل المجلس تفوق بكثير ما يمكن تحقيقه بالخارج، وهي ما تعزز فكرة أن المشاركة بالانتخابات هي الأصل، وإن شابت العملية الديمقراطية الشوائب، والإنجاز يظل ممكناً حتى في أسوأ ظروف المجلس، وكل من شكر السيد السعدون في الأيام الماضية على خلفية إنشاء وإدراج بنك وربة يتوجب أن يستوعب هذا الأمر جيداً، كي لا تتكرر الأخطاء مستقبلاً.
خارج نطاق التغطية:
السيد أسامة الشاهين صرح عن انتهاء خيار المقاطعة، وهو أمر لا يمكن أن يفهم من شخص أو تيار أصر على هذا الخيار في انتخابات يوليو الماضي، فما الذي تغير كي ينتهي الخيار بالنسبة إلى الشاهين؟
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.