في حفل ضخم، ووصف بأنه (اسطوري)، احتفل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بزفاف ابنه الاكبر إيون ابن الـ29 عاما على سوزان اشمان التركية الاصل ابنة رجل الاعمال جون اشمان.
هذا ما نقلته وكالات الانباء وعدة صحف امس عن حفل الزفاف الذي اقيم في بيت العائلة الريفي الذي اشتراه بلير وزوجته المحامية عام 2008 وبمبلغ 4 ملايين جنيه استرليني، بينما حفل الزفاف كلف بلير مبلغ ثمانية ملايين جنيه استرليني.. بس!! جنيه ينطح جنيه.
تلقائياً، فور قراءتي الخبر تذكرت الملايين الكويتية والخليجية التي تدفع سنوياً للسيد/بلير نظير استشاراته من قبل دولنا التي يعشش الفساد الاداري والتجاري فيها بشكل غير مسبوق الى درجة ان تنين الفساد الاسطوري وزع بيوضه في كل الجهات والمرافق حتى صار الفساد عنوانا لبلادنا في كل المجالات، وحتى تراجعنا في جميع المؤشرات التي وردت في تقرير التنافسية العالمي، وسجلت فيه الكويت رقماً قياسياً.. الى اسفل طبعا!!
من شبّ على شيء شاب عليه، والطبع يغلب التطبع، ولو استعنا بألف بلير وليس بـ«بلير» واحد.. فلن نتطور ولن نتقدم قيد أنملة ما دمنا نستمتع بتكبيل أنفسنا بمجموعة من القيم الجميلة شكلياً والبالية مضموناً والتي تكون عادة فرشة ملائمة للفساد بعد تدثيره برداء مقبول اجتماعياً.
عموماً، نبشركم بأن الفساد انتهى وولى بلا رجعة لأن عددا من نوابنا الأفاضل قدموا كشوف حساباتهم وذممهم المالية، وبالتالي فنحن مطمئنون تمام الاطمئنان الى ان علاقاتهم بالدولة لن يشوبها الفساد.. (هيّن)!
أما بالنسبة لثروة السيد/ بلير فإنها لم تكن مثار اهتمامي وحدي، حيث سبق أن جوبه بأسئلة كثيرة وسبق ان دافع عن نفسه بمقابلات مع صحف ومجلات.
وفيما تناولت تقديرات صحافية ثروة بلير بأنها 20 مليون دولار، الا ان تكاليف العرس الاسطوري تؤكد ان تقارير اخرى تحدثت عن 60 مليون جنيه استرليني هي الاقرب للدقة، عدا عن مؤسسته الخيرية (نقدر نسميها سنابل بلير) تحقق ايضا عوائد بالملايين.
ونتمنى على السيد/ بلير أن يحذو حذو نوابنا ويقدم ذمته المالية إلى حزبه.. وإلى دولتنا الحبيبة أيضاً.. التي لا نعلم هل استفادت من استشاراته ومشوراته شيئاً.. أم كله ذهب أدراج الرياح.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أنستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق