نبيل الفضل: المستفيدون!!

بدون لف ودوران، وبدون تحليلات حولاء أو تفسيرات عمياء، وبعدما هدأت عاصفة الجنون عند الاغلبية فوضعت أذيالها بين ارجلها واغلقت افواهها كي لا تتفلسف بوصف حكم المحكمة الدستورية بانه منعدم، بغض النظر عن قلة محدودة تعيد اسطوانة الانعدام المشروخة تحت تأثير الغرور والاصناف الرديئة.
بدون كل ذلك، فان المحصلة النهائية لحكم المحكمة الدستورية الشامخ لم يستفد منه احد… سوى بضعة افراد!!
فنواب 2012 انعدم وجودهم ولم يعد يحق لهم حتى مسمى نائب سابق.
ونواب 2009 تلوثت عودتهم بحكم الدستورية عبر الهجمة العنيفة التي اطلقتها عليهم حناجر الافك المعهودة، وعبر توجه الحكومة لاستخدامهم واستخدام مجلسهم «ممشة زفر» ووسيلة مؤقتة ترمى بعد استخدامها ارضاء لنفس الحناجر. مما جعل عودة نواب 2009 لممارسة دورهم البرلماني سبة وعاراً عليهم ان قبلوا بان يكونوا اداة مؤقتة بيد الحكومة لتصلح أخطاءها بهم ومن ثم ترميهم للكلاب!.
والجمهور قد مل من كثرة الانتخابات والعودة الى صناديق الاقتراع خاصة وانه من المحتمل ان تقام الحملة الانتخابية القادمة خلال اسوأ شهور الصيف وربما خلال رمضان الكريم.
والحكومة في حيص بيص بين التأني للخروج بحلول غير قابلة للطعن وبين الدفع الرباعي للحناجر للتخلص من مجلس 2009 وعدم الاعتراف به.
وحتى السلطة القضائية اصابها من تشكيك السفلة واتهامات المنحرفين شيء كثير رغم صحة وعدالة الحكم الذي اطلقته المحكمة الدستورية.
ووسط هذا الوضع المتعب والمضر للجميع، نرى بأم اعيننا ان المستفيد الوحيد كان نواب الاقتحام الذين رفع عنهم مجلس 2012 الحصانة تحت الضغط السياسي والاعلامي بقيادة الاقلية النيابية!!.
فعندما ابطل مجلس 2012 لم يتردد نواب الاقتحام من التحصن بعضويتهم بمجلس 2009 العائد بسبب حكم المحكمة الدستورية، وهو المجلس الذي نعتوه بانه مجلس العيب والعار والقبيضة!!!
ومع ذلك لم يترددوا لحظة عن التحصن به، وتركوا الشباب المغرر به عرضة للاجراءات القضائية والاحكام القادمة، واستظلوا هم وحدهم بعيدا عنهم.
العجب ان نواب الحناجر الذين أساؤوا وجرحوا بالقضاء الدستوري هم اول من استفاد من حكمه. والمبهر ان النواب أنفسهم الذين شتموا مجلس 2009 واعلنوا استقالاتهم الاعلامية منه، كانوا هم وحدهم المستفيدين من التمسك والتحصن بعضويته امام نفس القضاء نفسه!!.
ومع ذلك فقد وجدوا قطيعا لا بأس به يصفق لهم ويهتف. فلماذا نلوم نواب الحناجر ونغفل عن جمهور الـ(…..)؟!. وهل من المعيب على مثل هؤلاء النواب ان كذبوا على مثل هذا الجمهور؟!
نشك في ذلك.
– محمد الجويهل: اظهر تصويراً سينمائياً في محطة السور لصالة أفراح بورمية، وجعل الخلفية الموسيقية اغنية «احترامي للحرامي» لآمال ماهر.
فاشتكى عليه ضيف الله بورمية وقاضاه. وجاء الحكم الابتدائي بالحبس سنتين مع النفاذ، فقامت وزارة الداخلية بتسور منزله تحت تهديد السلاح واقتادته دون السماح له حتى بأخذ دوائه، رغم انه قد استأنف الحكم وجلسة الاستئناف محددة في 9 يوليو!!
مسلم البراك اتهم ولا يزال يتهم سمو ناصر المحمد بأنه «اكبر حرامي»!!. فلماذا لم يعاقب مسلم؟!
لم يعاقب لأن سمو الشيخ ناصر لم يشتكِ به، والقضاء لا يتدخل من تلقاء نفسه بل يحتاج شاكيا ليحرك الدعوى.
هذا واما ان مسلم لا يتلفظ بألفاظه التي تعرفونها الا تحت البرلمان محتمياً بالفهم الباطل الذي يحبه هو وفيصل المسلم للمادة 110 من الدستور.
او ان مسلم يحتمي بربعه في المجلس لرفض رفع الحصانة عنه حتى لو قالها خارج المجلس.
وليس بعيداً عنا ما فعله نواب الاغلبية من حماية نوابهم بعدم رفع الحصانة عن ربعهم، ورفعها عن كل نائب من خارج عصابة الاغلبية!.
خوش نواب وخوش مبادئ للتشريع والرقابة!!!
– بعض الحناجر الكاذبة بـ«الصوت والصورة» في اكثر من فيديو وثائقي، ظلت تردد ان الكويت دولة بوليسية، وان قوات الامن تعتدي على حرية وكرامة الشعب وغيرها من مفردات ثورة العاربة والمستعربة.
ومع ذلك فقد قامت قوات الامن وبأمر سمو رئيس الوزراء بتقديم الماء البارد والعصائر لنفس الحناجر وجمهورها في ساحة الارادة!! ولقد شكر سمو الرئيس تلك القوات على مساعدتها الحضارية في دعم حرية التعبير!!.
وأوامر سمو الرئيس وشكره لقوات الأمن تصرف راق يدل على وعي وعلى رحابة صدر عابها أمر صغير!. ولكنه أمر يقلب الوضع رأساً على عقب.
قد نغض البصر عن التعليمات الأولية بتقديم المساعدة الأمنية للجمهور رغم إيماننا بأن نفس الجمهور سيقذف قوات الأمن قريباً بنفس زجاجات العصائر والمياه الباردة، لأنه جمهور لا يأتمر بالأخلاق وقيم المعاملة بالمثل، وإنما هو جمهور يأتمر بأمر الشاوي..! حتى لو زعل عبيد وتفجرت عقدة الأسياد عند البعض!.
ولكن ما لا يمكن السكوت عنه أو مداراته فإن شكر رجال الأمن على ما فعلوه لا يجوز ربطه بحرية التعبير، فما رأينا ذلك المساء الحقير هو هجمة سباب وشتائم واتهام لرموز الأسرة الحاكمة، وهذا أمر لا علاقة له بحرية التعبير.
وقد يقرأ البعض أن الشكر موجه للقوات لحمايتها المسيء لأبناء الأسرة!!. وإن خالفناهم الرأي فإن حجتنا في الدفاع ضعيفة.
ولكننا نتفق تماما بأن من شتم وأساء لرموز الأسرة ذلك المساء سيعودون ويسيئون لسمو الرئيس في القادم من الأيام، فالمطلوب هو رأس الأسرة والحكم بأكمله وليس فرداً هنا أو فرداً هناك.
والأيام بيننا يا أبا صباح، وعندها سنرى هل ستوزع عليهم العصائر الباردة.. وحلاو النعناع لضمان سلامة حلوقهم؟!
أعزاءنا

رسالة نوجهها الى الاعزاء من ابناء اسرة الحكم على جميع مشاربهم.
نحن نستطيع ان نسجل لكم كشفا بآلاف المواطنين الذين انتقلوا من خندق الموالاة لكم الى خندق الخصوم أو اللامبالاة.
فهل يمكنكم لو تفضلتم إعطاءَنا اسما لمواطن واحد انتقل من خندق خصومكم الى خندق الموالاة لكم؟!
فإن لم تستطيعوا ذلك، فنحن نسأل اذن.. اين الخلل وما السبب والى متى هذا النهج؟!!
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.