إقبال الاحمد: أي مسلم نصدق..؟

في عالم التناقضات وتغير القناعات بشكل متطرف… بين ليلة وضحاها… في العالم الذي نعيش فيه اليوم وخاصة في الكويت… أجدني أقف حائرة ومستغربة.. كيف لإنسان ما يطاله قدح وذم مبالغ فيه من إنسان اليوم… يتحول إلى رفيق درب وصديق عمر تلتقى معه الرؤية والأفكار.

بعد أن كتبت مقالي، الذي كان بعنوان «أي عنجري نصدق؟» والذي قارنت فيه ما كان يقوله النائب السابق عبدالرحمن العنجري بحق رفيقه الحميم اليوم مسلم البراك… في مفارقة عجيبة غريبة بين الاتهام بأنه، أي البراك، عام 2010 «يعاني مشكلة.. وأن لغته تخوينية وصاحب فكر تدميري».. والمدح المبالغ له عام 2012، حين قال عنه «شقول.. شحجى عن هالريال» في مديح له.. وقع تحت يدي وبالصدفة ما قاله البراك عن العنجري يوماً من الأيام أيضاً.

ففي لقاء للنائب السابق مسلم البراك مع صحيفة الراي في مارس عام 2010، عندما كان العنجري أبعد مما عليه اليوم من فكر وتوجه البراك آنذاك… خلال فترة الأخذ والرد بشأن استجواب وزير الداخلية… أي في السنة نفسها التي وصف بها العنجري مسلم البراك بأنه «ذو فكر تدميري لأنه يتضمن الشكوك والتخوين… فمن يقف معه من النواب فهو يقف مع الحق.. ومن لا يقف معه يحرض قواعدهم الانتخابية عليهم»… قال مسلم البراك عن العنجري إنه «لا يثبت على أمر أكثر من ربع ساعة..».

وقال البراك في ذلك اللقاء «إن العنجري صرح 3 تصريحات حول موضوع استجواب وزير الداخلية… ومع ذلك بلا جدوى»، مشيراً إلى أن العنجري قال له «بهالشارب وأنا ولد العنجري لأطرح الثقة في وزير الداخلية (آنذاك) ثم فوجئنا بأن الأمور تغيرت… وعندما سألناه (والكلام لمسلم البراك)، أين الوعد وأين الشارب يا عبدالرحمن؟ قال الشارب قطيناه في شرم الشيخ».

ولتأكيد النائب السابق مسلم البراك لكلامه ووصفه للعنجري كما ذكر أعلاه، قال «هذا الكلام معروف لدى أكثر من نائب وأنا لا أقول هذا الكلام طعناً في النائب العنجري، وإنما أوضح كيفية تبدل القناعات وإجراء المقايضات على قوانين قائمة».

بعد أن كتبت مقالي… «أي عنجري نصدق؟»…أقول اليوم أيضاً: أي مسلم نصدق؟… لأن ما ذكرته لم آت به من الخيال، أو أن فلان قاله لي أو علان….لا… فقد قرأته في لقاء مكتوب ويمكن الرجوع إليه بكل سهولة عن طريق عمنا «غوغل».

أترك لكم كلكم التفكير بنوعية النواب الذين يقررون اليوم… ويحددون مستقبلنا ويؤججون شارعنا… هم من يتحدثون باسمنا ويقررون نوع الحكم الصالح لنا… هم من يضعون الشروط التي يعتقدون أنها هي التي ستصلح الحال والبلاد…. والأنكى من ذلك أنهم يعتبرون أنفسهم المتحدثين باسمنا… أي باسم الشعب الكويتي.

المواقف دائماً هي التي تختبر الناس…. والوقوف والثبات عند الرأي بغض النظر عن كل المغريات هو ما يزيد من الاحترام للإنسان وتقديره من قبل الآخرين… والمواقف غالباً ما تفرز الصالح عن الطالح.

الكويت في الظروف التي تعيشها اليوم في أمس الحاجة إلى فكر متوازن وقناعات ثابتة وراسخة متجردة من كل المصالح والأهداف والغايات… وأي تغيرات سيتم الكلام عنها لتأمين مستقبل أفضل لنا… وأي حلول مطروحة للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد.. يحتاج إلى فكر ثابت لا يعرف التقلب أو التغير… فكر راق في طرحه وفي طريقة تعبيره عن الاختلاف في رأيه.. وفي طريقة انتقاده للآخرين.. وهذا للأسف ما لا أجده في متزعمي الحراك والتغيير اليوم.

***

* تهانينا للكويت أولاً، ثم للشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح التي وقفت بكل شموخ يعني الكثير الكثير للمرأة الكويتية في قمة الأرض بالبرازيل، حين ألقت كلمة الكويت… وحين منحت على يد سمو أمير البلاد وسام الكويت من الدرجة الأولى.

أتمنى يا أم ماجد… أن تكون من ضمن التهاني التي انهالت عليك بهذه المناسبة معنون باسم الجمعيات النسائية الكويتية…منفردة أو مجتمعة.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.