أعتقد أن معالجة ضعف, أو غياب التنسيق, بين بعض وزارات الدولة والأجهزة الحكومية المختلفة من المفترض أن يصبح على قائمة “برنامج عمل الحكومة” وذلك لأنه يؤدي عادة إلى قلة الإنتاجية. وربما سيؤدي ضعف أو غياب التنسيق أحياناً أخرى إلى إبطاء أو تعطيل العمل الحكومي. ولعل أحد أسباب ضعف التنسيق بين بعض الجهات الحكومية هو عدم ترسخ ثقافة فرق العمل داخل بعض الوزارات, بمعنى أدق: الاعتماد على تشكيل فرق عمل لإنجاز المهمات الادارية والفنية المختلفة لوزارات الدولة سيسمح لها بالتنسيق الفاعل مع الأجهزة الحكومية الأخرى. فإذا طبقت أغلبية الأجهزة الحكومية برامج عمل خاصة بها تهتم بتكريس “روح الفريق” بين موظفيها ومسؤوليها فسوف ينتظم العمل الحكومي. فالإدارة الحكومية الناجحة في عالمنا المعاصر تتجلى في تمكن وزارات الدولة من تكوين “فرق عمل” بناءة تستند الى أهداف ومهمات محددة تتعاون خلالها فرق العمل المختلفة في الوزارة المعنية على إنجازها. أي أن ما تتبعه كثير من الشركات الخاصة في عالمنا المعاصر من أساليب وآليات إدارية متطورة لتحقيق أهداف المؤسسة أفضل كثيراً من العمل المنفرد, بل أحياناً كثيرة تُنشئ الشركات الناجحة فرق عمل فيما بينها: فسوق العمل الخاص ليس بالضرورة أن يرتكز فقط على العمل المنفرد (Onemanshow) , بل سيؤدي إلى “غياب التنسيق” بين الإدارات المختلفة مما سيسبب كثيراً من المشكلات للحكومة وللمواطن. فتطوير الإدارة الحكومية عن طريق تكريس ثقافة “فرق العمل” وتكريس “التنسيق” الفعال بين الإدارات ربما سيؤدي إلى رفع مستوى الإنتاجية الحكومية.
فالظواهر الحكومية السلبية, والتي تعاني منها كثير من الدول النامية, تتمثل في ضعف ثقافة الإنتاجية الوظيفية وضعف التنسيق بين الإدارات الحكومية المختلفة مما سيؤدي إلى إنتشار ظواهر سلبية أخرى: التسيب الوظيفي, عدم إتقان العمل الوظيفي, قلة الانتاجية, إهمال أداء الواجبات الوظيفية, الفوضى الإدارية, التململ الوظيفي وفي المقابل, يُلاحظ غياب الحس الإداري الفاعل والمتطور والذي يتمثل في قدرة الموظف العادي والمسؤول والمدير العمل معاً ضمن فريق عمل متكامل.
ولقد صرح اخيرا أحد المسؤولين الحكوميين حيث أكد أن “غياب التنسيق” بين بعض وزارت الدولة أدى بشكل أو بآخر إلى عدم القدرة على التخفيف من وطأة الازدحامات المرورية في الكويت! فلو ترسخت ثقافة فريق العمل في أي جهاز حكومي لتم القضاء على كثير من مشكلاتنا المعاصرة. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق