نبيل الفضل: حرمان الجماهير

– صندوق النقد الدولي حذّر الكويت مؤخراً من هبوط أسعار النفط إلى 65 دولارا، مما سيتسبب في عجز بالميزانية!.
وهذا التقرير ليس بالخبر المفاجئ فقد حذر الكثيرون من احتمالية هبوط أسعار النفط، وحذر الكثيرون كذلك من خطورة الاستمرار في سياسة الهدر والبذخ في المصروفات غير ذات العائد.
وقد كان الصمت وعدم الالتفات في العادة هو الموقف العام للدولة والرأي العام، ولكن هذه المرة دخل نواب على الخط واتهموا صندوق النقد بـ «ما عنده سالفة» وان تحذيره «ماخوذ خيره»، وزاد البعض الآخر فاتهم صندوق النقد بأنه يعمل لمصلحة دول عظمى لا تريد لنا الخير!!!
ونحن لو افترضنا بصدق عمالة صندوق النقد لدول أجنبية غربية تريد إيذاءنا لكان اولى بهم ان يشجعوا سياسة الهدر وزيادة الرواتب لأنها ستعود إلى خزائنهم عبر صرفنا على شراء منتوجاتهم من اساسيات وكماليات، او صرفها على السياحة في ديارهم.
فلندن على سبيل المثال كانت تشكو من الركود السياحي خلال شهر رمضان الماضي بسبب غياب الخليجيين عن أسواقها وفنادقها، حتى أتى العيد فامتلأت الفنادق وازدحمت المتاجر. اذن من مصلحة دول الغرب ان يستمر هذا النمط من معيشتنا ليعود عليه بالنفع، وما نأخذه منه ثمنا للبترول ندفعه له ثمنا للسياحة والازياء والكماليات، هذا عدا السلاح والمأكل والملبس.
من جانب آخر لو ان صندوق النقد كان يأتمر بأمر وسياسة دول معادية لنا لما حذرنا من عواقب الايام وتبدل الاحوال، بل لتركونا نعيش في هذه السكرة المالية لنفيق يوما على صفعة الواقع وآهة الافلاس… لا سمح الله.
اذن فسوء النية في غير موقعه، واذا كان تحذير الصندوق ليس بالجديد فانه ليس بالمضر ولكن ماذا لو؟!
نعم ماذا لو ان صندوق النقد كان صادق النصح دقيق القراءة لتقلبات سوق النفط؟! ماذا سيحدث لنا ولقدرتنا على تحمل ومواصلة هذا المستوى من المدفوعات والمصروفات؟! الا تستحق هذه الاحتمالية التي يحوطها شبح العجز والافلاس ان نقف لحظة لندرس خياراتنا وفرصنا للنجاة من ذلك اليوم؟!
أليس من الحكمة ان نسيء الظن كي نجهز العلاج للمرض الذي نتوقع احتمال وقوعه؟! ام الحكمة بان نتركها للغيب ونستمر بصرف ما في الجيب؟!
لا اعتقد اننا نحتاج الى نائب أو كمبيوتر للاجابة على ذلك.
– تم اخلاء بناتنا الطالبات من العمارة التي كن يقمن بها في القاهرة حيث يدرسن. وانتهى بهن المطاف في فندق أو فنادق على حساب الدولة!.
نحن على ثقة ان اخلاء العمارة من بناتنا قد كان له اسباب موضوعية والا لما تم اخلاؤهن. كما اننا على ثقة بأن صديقنا الدمث د.نايف الحجرف لن يترك بناته الطالبات دون سكن لائق. ولكن…
ولكن طالباتنا يسكنّ في سكن للطالبات في القاهرة منذ الخمسينات، والدولة ووزارة التربية تعلم بضرورة السكن الجماعي للطالبات وانه ارخص من السكن بالفنادق، كما انه اكثر خصوصية واريح للحياة اليومية لبناتنا – وهذا هو الاهم – فلماذا لم تقم أولا تقوم الوزارة الآن بشراء أو بناء عمارات تخصص سكنا للطالبات الكويتيات في مصر. ففي ذلك توفير على الدولة وتوفير لبيئة معيشية افضل لبناتنا الطالبات.
ونحن على ثقة بأن عزيزنا الوزير بوبدر سيعطي الفكرة بعضا من اهتمامه لينهي معاناة قواريرنا.

أعزاءنا

اختلف اتحاد الكرة مع تلفزيون الكويت حول اقتسام كيكة الرعاية لمباريات الدوري، فقرر الاتحاد ايكال خدمة النقل التلفزيوني لمباريات الدوري الكويتي لمحطة خاصة هي محطة قدساوي.
تلفزيون الكويت منع محطة قدساوي من النقل بحجة انهم ليسوا محطة كويتية حتى وان كان لهم مكتب تمثيل!. فاحتج مسؤولو قدساوي بأن «الجزيرة» ليست كويتية وقد سمحت الوزارة لها بنقل المباريات!. فكان الحل بمنع «الجزيرة» كذلك من نقل المباريات!!!.
وبغض النظر عن المسؤول وعن غير المسؤول والمخطئ وغير المخطئ فنحن نصرخ بصوت مرتفع: وما ذنب الجمهور كي يحرم من متابعة رياضته المفضلة بسبب خلافكم؟!!
بل ما ذنب الرياضة الكويتية لتعاملوها بهذه المعاملة؟!
نتوجه لمعالي وزير الاعلام للتدخل في فض هذا النزاع لأجل الجماهير ولاجل الرياضة والشباب، ونرجوه ان يحسم هذا الأمر وينهي هذا الوضع المعيب من عدم نقل مباريات الفرق الكويتية وحرمان الجماهير من متعة المتابعة.
وبوصباح قدها وقدود.

 

نبيل الفضل

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.