لاحظ أحد الباحثين أن المؤرخين العرب القدماء كانوا من اصحاب النظرة الاحادية التي سلطت الضوء على النكبات والمصائب وتجاهلت المنجزات الحضارية التي أسهم فيها العرب منذ صعودهم الى مسرح التاريخ. الأمر الذي انعكس على الذهنية العربية المعاصرة، حيث لا يتذكر العربي من تاريخه القديم سوى حرب داحس والغبراء، ومجاعة الرمادة، وغيرهما من النكبات.
بيد أن التاريخ يؤكد وجود صفحات مضيئة في تاريخ العرب تم طيها وتغييبها عن الذاكرة حتى جهلت هذه الذاكرة المخذولة أمجاد الممالك العربية العظيمة مثل لحيان ومعين والأنباط وكندة وغيرها من ممالك عرفت الفنون والعمارة والطب والكتابة ونحت القصور والقبور في الجبال وابتكرت أنظمة عجيبة للري وضبط الوقت، وطورت الزراعة، واحترفت التجارة الدولية قبل آلاف السنوات.
عرف العرب الاتحادات السياسية (الكونفيدرالية) بين مدنهم القديمة وعقدوا الاتفاقيات الدولية واحترموها، كما نظموا الأسواق وضبطوا الأمن فيها، واستعملوا البريد وعرفوا الخدمات الفندقية واللوجستية، وأنشأوا المخازن العمومية، وبرعوا في صناعة السفن، وصدروا اللبان والنحاس واللؤلؤ، وخرج من بينهم ملوك وملكات حاربوا المستعمرين وشيدوا الصروح ورعوا النهضات الكبرى حتى حملت منطقتهم لدى الأمم الأخرى اسم «العربية السعيدة».
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق