المثل القائل «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل» مثل إيجابي يحث على التفاؤل وعدم التردد والإصرار على المحاولة حتى اللحظة الأخيرة، فالطيور التي بكرت وطارت بأرزاقها لم تحمل الرزق كله، فثمة رزق باق في الأرض للطيور الكسلى. بيد ان هذا المثل ليس صالحا في جميع الأحوال، وليس كل حضور متأخر يحقق المنفعة، خاصة في المطارات ومحطات القطارات.
كلما تأخرنا بإعطاء الناس حقوقها قلّت قيمة هذه الحقوق وضعف تأثيرها، ولعلنا نتذكر الحديث النبوي الشريف «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» ومثل ذلك الأعمال أو المشاريع التي تنجز متأخرة عن موعدها تأتي باهتة أو متخلفة بعد أن سبقتها مشاريع أخرى تم إنجازها في الوقت المناسب، فلا معنى ولا أجر للحج والحجيج عائد من مكة.
أعجب رجل بامرأة وتقدم لخطبتها فطلبت منه التريث بحجة التفكير (من باب الثقل صنعة)! وبعد مضي وقت طويل أجابته بالموافقة، لكن بعد ماذا؟ فالقطار فات وتزوج الشخص من امرأة أخرى أصبحت نصيبه وأمسى نصيبها. فالتأخير في الحب كمثل التأخير في الحرب فالقرار الذي يأتي في الوقت المناسب يحدد نتيجة الحرب وخاتمة الحب، وليست كل تأخيرة فيها خيرة، فإن لم تقطع سيف الوقت قطعك.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق