صالح الغنام: احترام الأمة!

في الكويت, اعتدنا على سماع أصوات جملة من النواب والسياسيين – المعارضين تحديدا – وهم يشيدون بالمسؤولين والوزراء الأجانب, ويمتدحون تحملهم مسؤولية أخطاء أعمالهم وأقوالهم وقراراتهم, وذلك إما بالتراجع والاعتذار عنها, أو بتقديم استقالتهم من مناصبهم. وهذا لعمري لهو أمر فريد يستحق الثناء والإطراء والإشادة, ولكن ما فائدة أن يثني المرء على فعل ما, فلا يأتي بمثله, وإنما يفعل ما هو ضده وعكسه, ألا يعتبر هذا نفاقا? وفي السياق ذاته, كثيرا ما نسمع من السياسيين – المعارضين تحديدا – وهم يرددون عبارات مثل: “كرامة الأمة”, “احترام الأمة”, فهل من بينهم من احترم الأمة وحافظ على كرامتها من الازدراء والاستغلال المهين? أشك في هذا…! فمعظمهم – إن لم يكن كلهم – ركبوا على ظهر الأمة, وضحكوا عليها بالخداع مرة وبالتزييف مرات ومرات!
انتبهوا, نحن لا نتحدث عن سياسيين طارئين “من طقة” أسامة الشاهين والعدساني والعميري ومرداس وداهوم وشخير وعبيد واليحيى ومناور والمناور ومطيع وطاحوس وشايع والدمخي والصواغ, فهؤلاء لم يبلغوا الحلم بعد في ميدان السياسة, وإلى أن يشتد عودهم, سيبقى القلم مرفوعا عنهم ولن يؤاخذوا على أفعالهم وأقوالهم, غير أننا بصدد سياسيين مخضرمين ومعتقين ثقلت موازينهم في السياسة وذاع صيتهم فيها, أقلهم شأنا مضى عليه نحو, 15 عاما في هذا المجال, وأقدمهم خدمة, عمل بالسياسة وخاض الانتخابات منذ أيام سيدنا نوح عليه السلام, وهو مستمر في خوضها إلى وقت ظهور الإمام المهدي – عجل الله فرجه – فبمثل سيرة الطبطبائي ومسيرة السعدون, ومن قاربهما خدمة وخبرة, يمكن لنا القياس ويحق لنا الحكم على ما يأتون به من أفعال وأقوال!
هؤلاء الذين يشيدون بمواقف السياسيين الأجانب ويقدمونهم لنا كقدوة حسنة, لم نجد فيهم من يجاريهم في فضائلهم واحترامهم للأمة. فالطبطبائي الذي اتهم سمو الشيخ ناصر المحمد بزيارة إيران ست مرات, لم يتراجع عن هذه الفرية وقد تبين له بطلان ادعائه. والسعدون, الذي زين إصدار مرسوم حل مجلس ,2009 لم يعتذر لا للسلطة ولا للشعب ولا لزملائه, حتى بعدما أبطلت المحكمة الدستورية مرسوم الحل, وانكشفت للناس محدودية درايته بالدستور. أما ضمير الأمة, فقد استكثر كلمة “آسف” للأمة التي وثقت به وأيدته في سحب مشروع “الداو”, فكبد بصلفه وغروره خزينة الدولة خسائر تفوق 2.16 مليار دولار. خلاصة القول, المعارضون في هذا البلد هم أكثر الناس ازدراء للأمة وبُعدا عن ثقافة الاعتذار. فإن سمعتم أحدا منهم يشيد باعتذار أو استقالة مسؤول أجنبي أو يتحدث عن كرامة الأمة, قولوا له بالمصري: “بطل كدب يا هجاص”!
salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.