كلما تقدم الإنسان بالعمر صار أكثر إحساسا بالوقت، إذ يحدث أن نقول أو نسمع من الآخرين بأن «الزمن أصبح أكثر سرعة في السنوات الأخيرة»! رغم علمنا بأن سرعة الزمن ثابتة لم تتغير ولم تزل مدة الساعة ستين دقيقة، لا أقل ولا أكثر. غير أن تغير الإحساس بالوقت لدى الإنسان ربما يكون ناتجا عن تغير طرأ على الإنسان نفسه نتيجة تقدمه بالعمر وتحمله مسؤوليات لم يكن يحملها في السابق.
يقضي المرء الفترة الأولى من حياته يعيش في كنف والديه أو أهله أو نحوهم الذين يتولون مسؤولية معاشه. فهم بطبيعة الحال من يشعرون بأهمية الوقت (العمل، الحصاد، الراتب، الإنجاب، ملابس الشتاء) وغيرها من أمور تتعلق مباشرة بالزمن، في الوقت الذي تكون خاصية «الإحساس بالزمن» متوقفة لدى غير المسؤول وبانتظار التحولات في حياته.
الطفل الذي يقول بأنه في المستقبل سوف يصبح طبيبا أو مهندسا أو كذا ومذا، هو في حقيقة الأمر لا يدرك معنى «المستقبل» ولا إحساس لديه بالزمن وربما تخيل أن هذا المستقبل مخلوق أسطوري لن يحضر أبدا حتى يجد نفسه في غمرة المستقبل وانه صار طبيبا أو مهندسا أو كذا ومذا، وبدأت خاصية الإحساس بالوقت تعمل لديه.
نقول «حدث في غفلة من الزمن» ونحن نعلم أن لا غافل سوانا، فالزمن لا يسرع ولا يتثاقل ولا يغفل.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق