أعتقد أن وزارة التربية مسؤولة بشكل مباشر عن مكافحة انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية, خصوصاً تلك التي تقدم لطلاب المدارس الحكومية. وإذا كان ثمة مشكلة تربوية وتعليمية حول الدروس الخصوصية فهي تتمثل في طبيعتها الربحية البحتة. فمن يمارس الدروس الخصوصية ولا سيما إذا كان معلماً معيناً في وزارة التربية عليه علامة استفهام كبيرة للغاية. فالمنطق والتفكير العقلاني يقولان ما دام المعلم يؤدي واجبه التربوي بأمانة وإخلاص وتفاني, فلن يحتاج طلبته للدروس الخصوصية. ولذلك حري بوزارة التربية ومسؤوليها الأفاضل مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل مباشر وشفاف للغاية, فهي تعطل إصلاحاتهم التربوية: فإذا زاد استعمال طلاب مدرسة معينة للمدرسين الخصوصيين فهذا يدل بشكل أو بآخر أن الطالب لا يتلقى تعليماً جيداً في فصله الدراسي. ولذلك فمن المتوقع على الموجهين في وزارة التربية التدقيق على طرق التدريس التي يستخدمها هذا أو ذلك المدرس والتي أدت إلى عزوف طلابهم وبحثهم عن طوق نجاة آخر (الدروس الخصوصية).
إضافة إلى ذلك, أعتقد أن تنظيم عملية الدروس الخصوصية ربما سيساعد في تخفيف وطأتها على الجسد التربوي بعامة. على سبيل المثال, يمكن لوزارة التربية تشجيع الطلبة على الانضمام إلى دروس التقوية التي تقدمها الكثير من مدارس ومعاهد وزارة التربية وبأسعار معقولة. ومن المفترض أيضاً زيادة المخصصات المالية للمدرسين المخلصين في عملهم والذين يساهمون في وقتهم لتقديم حصص التقوية في مراكز رعاية المتعلمين. فالمدرس الخصوصي هذه الايام يتقاضى مئات الدنانير لتدريس مادة واحدة في فصل دراسي واحد. ولأنه لم يتم بعد تنظيم الدروس الخصوصية في الكويت, فربما يضطر بعض أولوياء الأمور إلى دفع المئات والآلاف لمنح أبنائهم فرصة في النجاح والتميز.
يدور حالياً جدل تربوي في الكويت حول الطريقة المثلى للتعامل مع ضعف الطلاب في بعض المواد العلمية. فالخيارات الموجودة حالياً تتمثل في التالي: دعم مراكز رعاية المتعلمين, أو عودة المدارس إلى تقديم دروس التقوية, أو مشاركة بعض المؤسسات الاهلية في تقديم دروس خصوصية مخفضة الأسعار? الحل في يد وزارة التربية: فهي مسؤولة عن إيجاد حل منطقي وفعال لموجة الدروس الخصوصية والتي أنهكت موازنات كثير من الأسر الكويتية والمقيمة. وأينما كان الحل, فيفترض على الوزارة ومسؤوليها الافاضل إيجاد حل عملي وسريع لهذه المشكلة المزمنة والتي إذا تركت بلا حل سوف تؤدي إلى تردي مستوى التعليم في الكويت.
*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق