من أين تبدأ؟ وإلى أين تنتهي؟ عندما تكتب عن سيرة «إنسان» مبدع في عمله ومخلص لوطنه ومناصر لمبدئه وصادق بوعده.
مواطن سعى لبسط دولة المؤسسات الدستورية والقانونية ودافع ببسالة عن القيم الإنسانية كالعدالة والمساواة والحرية التي تناضل الشعوب من أجل الحصول عليها والفوز فيها.
«عسكري» انطلق من نظريته الصحيحة وهي (الأمن والشرطة في خدمة الشعب) مناقضاً لنظرية الكثير من المتسلطين والسلطويين وهي (الشعب في خدمة الأمن والشرطة والأنظمة العسكرية القمعية) وجسد نظريته الرائعة على أرض الواقع في عام 1965 عندما رفض أوامر قمع المتظاهرين العزل في الكويت المستنكرين لما قام به العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة عندما كان مديراً للشرطة فخذل التسلط واستقال من منصبه وانحاز لعزة وكرامة وحرية الشعب الكويتي والأمة العربية والتصق بحق الإنسان بحرية التعبير عن رأيه بكل سبل التحضر والرُقي.
«رياضي» وضع الحجر الأساس لبناء الرياضة الكويتية عندما أسس مؤسسة الاتحاد الكويتي لكرة القدم وترأس اتحاد الكرة كأول رئيس لهُ في عام 1957 إيماناً منه بضرورة تنظيم النشاط الرياضي في الكويت لما لهُ من فائدة بصقل موهبة الشباب الكويتي ودب روح المنافسة والتطور والتحدي والإبداع والإنجاز والعطاء في ما بينهم.
«سياسي ونائب» ولد من رحم الشعب من أجل الشعب لأجل الشعب بكافة طوائفه وعوائله وقبائله ومناطقه ودافع بشراسة عن الدستور وقيمه السامية ودولة المؤسسات والديمقراطية والمال العام وحقوق المواطنين رافضاً أساليب الشيخة في إدارة البلاد ومصالح العباد والتعدي على قوانين الدولة وأموال الشعب والأجيال القادمة، كان مشرعاً لقوانين الشعب بمجمل تقسيماته العرقية والمذهبية وممثلاً له وليس ممثلاً عليه كما هو حاصل الآن من معظم نواب الأمة وساهم بتشريعات عدة نظمت مؤسسات الدولة وأسست كويت الحداثة ذات نهج المؤسسات القانونية وكان يراقب أعمال السلطة التنفيذية بكل حيادية وموضوعية وجدية من دون تجريح وشخصانية وبهرجة إعلامية انتخابية وعاطفية، وساهم بشكل مباشر في نشر الوعي الوطني القائم على الوحدة الوطنية بعيداً عن كافة أشكال التعصب والتمييز بين أبناء هذا الوطن الواحد ومحارباً بشاعة استغلال الدين والمتاجرة به سياسياً من أجل تشتيت الشعب وتفريقه وتعطيل مسيرة تحضره وتقدمه!
«حقوقي» مدافع عن الحق الإنساني ولم يخذل كلمة الحق يوماً أمام السلاطين والأنظمة فقد تحلى بالشجاعة وناضل من أجل حقوق الإنسان وكرامته وعزته وحريته فقد تخطى نشاطة الإنساني حدود الكويت حتى جال وصال الوطن العربي والإقليم الدولي حاملاً هموم الإنسان وكيفية إجبار الأنظمة بالدفاع عن الحياة الكريمة للإنسان في تلك الأوطان!
فقدنا بالفعل موطناً وعسكرياً ورياضياً وسياسياً ونائباً وإنساناً مبدعاً ومناضلاً حراً (نموذجاً) كم تحتاج منه الكويت اليوم في ظل تزايد الهوس الطائفي والقبلي والعائلي وضياع الأولويات وشراء الولاءات وتراجع المؤسسات والإنجازات وتكاثر أعداء الدستور والقانون وتعدد سراق المال العام وانتشار ثقافة التسامح مع الفساد التي ستنسف الدولة الحديثة التي ناضل من أجل تكوينها المناضل جاسم القطامي ورفاقه الذي نعزيهم بهذا المصاب الجلل وعلى رأسهم العم الدكتور أحمد الخطيب والعم عبدالله النيباري والعم سالم المرزوق أطال الله بعمرهم ورحم بقية رفاقهم كالعم سامي المنيس والعم عبدالعالي العبدالعالي ولاحول ولاقوة إلا بالله.
> لن نناشد وزارة الداخلية ولا اتحاد كرة القدم ولا الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان ولا المنبر الديموقراطي الكويتي من أجل أن يكرموا هذا الفقيد الغالي بل نناشد دولة الكويت بشعبها ومؤسساتها ونظامها ليُعطوا هذا الإنسان مايستحقهُ من تكريم فغيره لم يخدم الوطن كما خدمهُ وكرموهم بضواحي ومناطق نموذجية فهم ليسو أكثر استحقاقاً من هذا المواطن الصالح الذي لم يبخل على وطنه بجهدٍ يوماً من الأيام فهل يستحق البعض أن تسمى بأسمائهم الضواحي والمناطق لمجرد أنهم أبناء فلان!! وجاسم القطامي يسمى باسمه مجرد شارع!! ألا يستحق هذا المناضل أن تسمى باسمه منطقة يطلق عليها (ضاحية جاسم القطامي!) هذا الشخص الذي أفنى حياته تصحيات لهذه الأمة؟
> وأخيراً… وبفضل الله تشرفت بأنني تتلمذت على يد هذا المناضل في تيار المنبر الديمقراطي الكويتي وجمعية حقوق الإنسان واستفدت منه الكثير رغم قصر المدة التي جمعتنا به قبل ابتلائه بالمرض ولكن يرحل المناضل ويبقى نضاله فناراً للشعوب والأمم… إلى جنات الخلد ياعم جاسم القطامي و«إنا لله وإنا إليه راجعون» وياسعد (الكويت) فقد حضنتك بين ذراعيها تحت أراضيها يا ابنها المخلص والمعطاء لها ولشعبها.
Mjh_kuwait@hotmail.com
Twitter: m_joharhayat
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق