النائب السابق الفاضل مشاري العنجري كتب مقالا في جريدة القبس قبل ايام حول تطبيق حكم المحكمة الدستورية باعادة الانتخابات، المقال واضح وضوح الشمس وصادق، لا لبس فيه، ويمثل وجهة نظر قطاع واسع جدا من الشعب الكويتي، ما عدا أنصار الحكومة السابقة ونوابها.. ادب وخلق رفيع في المقال، هما ما تفتقدهما الساحة السياسية المحلية، حيث تدنت لغة الحوار بين الفرقاء لاسفل الدركات، على اثر الانحراف المتكرر من بعض «قباطنة» العمل السياسي وبحارته في المجلس، بدءا من حادثة حذف القلاص الشهيرة التي جرت بين النائبين السابقين خلف دميثير – الذى لم يتغير اطلاقا في مواقفه – وبين علي الراشد الذي اصبح لاحقا من حلفاء دميثير!
انعكس تدهور الاخلاق السياسية بين النواب الى معظم شرائح المجتمع، فأصبحت الاتهامات بلا ادلة واساليب القذف والشتم والمصطلحات «الشوارعية» دارجة جدا في كل مناسبة، حيث لا يحترم كثير من المنظرين والسياسيين والاعلاميين احدا في خطبهم ويعتقدون، اما جهلا واما نقصا، ان كثرة الشتم والسب والصراخ دليل القوة والشجاعة، انهم واهمون ليس من اخلاق الاسلام هذا الاسلوب الفاحش في القول، ولا من اخلاق اهل الكويت هذا التدني في مستوى الحوار، ولا من الشجاعة الإسفاف في الكلام في كل شاردة وواردة، وليس مبررا على الاطلاق اساليب الحكومة العنيفة خلال السنتين الماضيتين ان تكون مدعاة لهذا الحد من التواصل السياسي!
الصراع بين الشعب والحكومة في الحصول على مزيد من المشاركة الشعبية في ادارة الدولة لم ينقطع نهائيا من سنة 1936، وحتى يومنا هذا اشتدت المواجهة في سنوات حتى وصلت الى استخدام العنف ضد المطالبات الشعبية، ادركنا بعضها في «دواوين الإثنين» قبل الغزو، وسمعنا عما جرى في سنة المجلس 1939 من قتل وهروب وسجن وابعاد، مع كل هذا العنف حافظ قادة العمل الشعبي على اتزانهم في القول والتحلي بالادب الرفيع في مواجهة السلطة حتى في احلك الظروف.
توفي جاسم القطامي – رحمه الله – المعارض الفذ، قرأت بعضا من مداخلاته في مجلس الامة 1985 كان قاسيا، اصاب الحكومة في مقتل مرات ومرات، وأذعن النواب لرأيه الصلب، لم أجده مرة واحدة تلفظ بكلمة تصنف من فئة الشتم والسب.. ما لمعارضة اليوم تقود الجماهير بعقلية شباب الثانوية؟. الكويت اعظم من أشخاصكم فاعملوا لها وليس لانفسكم، والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق