حمد العنزي: مسلم… لن أستمع إليك vبعد اليوم!

في رأيي أن النائب مسلم البراك ومن خلال تناقض العديد من تصريحاته في الآونة الأخيرة فقد الكثير من مصداقيته، ولم يعد كثيرون يثقون بما يوجهه من اتهامات للآخرين، وعلى موقع “اليوتيوب” مقاطع كاملة بالصوت والصورة لعدد من تصريحاته التي يمدح فيها أحد الأشخاص ثم بعد أيام أو شهور ينزل به أسفل سافلين!
والأمر كما يبدو لي أنه ينسى تصريحاته السابقة حين يرى عدسات الصحافيين والجماهير من حوله تحفزه على ذكر أسماء من يعتقد أنهم وراء كل مصيبة، فما يملك الرجل وسط هذه الأجواء “الرائعة” سوى أن يذكر أي معلومة وصلت إليه سواء من أي مصدر من المصادر، أو ربما من تغريدة كتبها أحدهم في “تويتر” على أنها حقيقة لا تقبل الشك أبداً!
وهو في ذلك يشبه بعض الصحف التي تنشر كل ما يصلها من أخبار دون البحث والتمحيص عن مدى صحتها، أقول هذا وأنا أتفق مع النائب في كثير مما يطرحه من آراء ومطالبات، وأقدر دفاعه عن الدستور والحريات فيما مضى من تاريخه السياسي، لكن الأمانة تفرض قول الحق، والحق أنه تجاوز كثيراً في الآونة الأخيرة، ولم يعد يسلم من اتهاماته أي خصم سياسي دون دليل يثبت صحة اتهاماته وادعاءاته.
حقيقة… مؤسف ما يقوم به مسلم في الآونة الأخيرة، ومؤسف أكثر أن الناشطين السياسيين “فئة الناشئين والأولمبي” يسير معظمهم اليوم على خطاه ويقتدون به، ولمَ لا يفعلون ما دام أسلوبه وطريقته يكفلان له في كل انتخابات زيادة بالآلاف في عدد ناخبيه، والرياضيون يقولون “اللي تكسب به… إلعب به” وللأسف أصبح اليوم هذا هو شعار الجميع، مسلم… وكل النسخ التالية منه!
***
شاهدت لقاءً تلفزيونياً جمع النائب جمعان الحربش بالأستاذ أحمد الجارالله، وقد ذهب جزء كبير من وقت البرنامج في جدل عقيم حول عدد الحضور في “ساحة الإرادة”، فواحد يقول عشرات الآلاف والآخر يرى أنهم عدة مئات، وكأنما عدد الحضور هو الحد الفاصل بين الحق والباطل وبين ما يريده الشعب وما لا يريده.
والواقع أنني واحد من هذا الشعب لا أكترث ولا يهمني في شيء عدد الحضور، وسواء عندي إن كانوا خمسين ألفاً أو خمسين فرداً، فالقضية بالنسبة إلي هي قضية مبادئ وقيم وقناعات شخصية، ولو تجمع ضد رأيي مئة ألف شخص فلن أقتنع إلا بالحجة والبرهان والدليل القاطع على خطأ رأيي، أما عدد الخصوم فلا يعنيني في شيء، الواحد منهم كالألف، والألف كالمليون، ولن يصبح الباطل حقاً بعدد مناصريه ولا الحق باطلاً بقلة مؤيديه!
أما القول بأن من يتجمعون في “ساحة الإرادة” يمثلون الكويت كلها، وأن وجود عشرات الآلاف من المواطنين يمثل رأي الشارع أو رأي الشعب فيبدو لي قولاً غير دقيق، ولو كان من يتجمعون هناك هم من المواطنين وحدهم لقلت ربما يكون هذا الكلام صحيحاً، لكن ما دام يتصدر هؤلاء المجتمعين عشرون أو ثلاثون نائباً، فالأمر لدي سيكون ليس قياساً للرأي العام بل قياسا لشعبية هؤلاء النواب، فأكثر من يحضرون هناك هم من مناصري وأتباع ومعجبي هؤلاء النواب، وما أتوا إلا ليشاهدوا بأعينهم كيف “يشرشح” أبطالهم النواب جميع خصومهم السياسيين!
وكثير من الحضور هم من مراسلي “تويتر” الذين يحضرون لـ”الطماشة” والتقاط بعض الصور لإرسالها كتغريدات، وعلى ذلك، فعدد الحضور هنا ليس مقياساً دقيقاً لرغبات الناس ولا تعبيراً عن رأيهم، وكما قلت مسبقاً، حتى إن جاء رأي الجمهور في مصلحة طرف ضد آخر، الأمر لا علاقة له بصواب الرأي أو خطئه، ولم أرَ سياسيين في العالم يستشهدون بصحة آرائهم ومواقفهم بعدد حضور ندواتهم!
بل إن فساد الرأي وسذاجة قائله قد يكونان أكثر جذباً للعامة من صحة الرأي ورجاحة عقل قائله، ومن لا يصدقني فليذهب إلى موقع “اليوتيوب” وليقارن بين عدد مشاهدي مقاطع مفكر ألمعي كالأستاذ إبراهيم البليهي وعدد مشاهدي مقاطع الظريف “مراد”!
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.