نبيل الفضل: صوت واحد

مجلس 2009 سيحل. هذا امر مفروغ منه وعليه توافق من نوابه على اختلاف مشاربهم. ولكن السؤال يبقى معلقا… متى يحل المجلس؟! فتاريخ الحل سيحدد تاريخ الدعوة الى الانتخابات الجديدة.
وهنا لابد من التوقف والتأني. فمن غير المعقول أو المقبول ان تكون اشهر الصيف الحارقة جزءاً من فترة الحملة الانتخابية.
فعند القول بان الانتخابات في أول اكتوبر فنحن واقعياً نقول ان الحملات الانتخابية تبدأ في أول أغسطس!!. وهذا تطفيش للناخب والمرشح.
لذلك فاننا نرى بالا يكون تاريخ الانتخابات قبل 15 نوفمبر، مما يعني ان الحملة الانتخابية تبدأ من 15 سبتمبر حيث يميل الطقس الى الاعتدال، ويكون غالبية الناخبين قد عادوا من اجازات الصيف. وكل من ينادي بموعد اقرب من ذلك لا يعدو ان يكون ذا اجندة خاصة وباحثاً عن مصالحه لا مصالح الناس.
فان تفلسف احد الديموقراطيين الجدد او المستجدين بان ذلك يجعل الكويت بلا تشريع أو رقابة لمدة طويلة. نقول له بان المجلس المبطل لو ظل على حاله لما عاد للانعقاد قبل 15 اكتوبر.
< نحن لا ننصح ابدا بتغيير الدوائر الانتخابية في هذه المرحلة ولهذه الانتخابات القادمة تحديداً، مع علمنا المسبق بمثالب الدوائر الخمس والتمايز المخيف بأعداد الناخبين بين هذه الدوائر على الرغم من تساوي عدد النواب فيها!.
ورغم اننا كنا قد اقترحنا حلا عمليا ومنصفا ومعبرا عن روح الدستور عبر خلق خمس دوائر افتراضية لا جغرافية لها، وتوزيع أسماء الناخبين عليها بالتساوي حسب الحروف الابجدية.
رغم ذلك ورغم امنياتنا بأن يرى ذلك المقترح النور لحماية الكويت، الا اننا نصر على ان تغيير الدوائر للانتخابات القادمة خطوة وخيمة العواقب.. وذلك لأمرين:
الامر الاول: ان مثل هذا التغيير لابد من تبنيه عبر مرسوم ضرورة ويتم تطبيقه خلال الشهرين الفاصلين بين حل مجلس 2009 وانتخابات مجلس 2012. وهي مدة غير كافية لتحصين القيود الانتخابية.
الامر الثاني: ان مثل هذا التعديل سيعطي نواب الحناجر وعصبة الاغلبية موضوعا يزايدون عليه ويبيعون المظلومية فيه على عقول السذج. فيتصايحون بأن التغيير في الدوائر قد جاء انتقاما من الاغلبية في محاولة لاسقاطهم!!.
لذلك فنحن مع الابقاء على الدوائر الخمس في هذه المرحلة.
< الدوائر الخمس التي اثبتت مصائب نتائجها كم كانت الدعوة لها دعوة عاطفية «هبلة»! واصبح المنادون بها اليوم ينادون بتغييرها.
ولكننا نرى الابقاء على الدوائر الخمس للانتخابات القادمة مع تقليص حق الناخب الى صوت واحد فقط.
والاسباب هي التالية:
-1 لدينا قانون يمنع الفرعيات ومع ذلك لم نتمكن من تطبيقه وايقاف الفرعيات!. كما لم تتمكن الدولة من تجريم مواطن واحد على ذلك الفعل المجرم!. وفي حال الصوت الواحد للناخب لن يكون هناك اي تأثير للانتخابات الفرعية.
-2 زادت خلال السنوات الماضية قضية التحالفات الانتخابية وتبادل الاصوات، وفي هذه العملية يكمن امران.
أ – تزوير لإرادة الناخب حيث يطلب منه التصويت لا لمن يريد فقط، وانما لأسماء ثلاثة اخرى لا تربطه بهم ادنى علاقة او معرفة.
ب – حرمان الاقليات في الدوائر من نصيبهم او فرصهم في الفوز بالانتخابات!. ففي الدائرة الرابعة انعدم حق الجهراء ثاني اكبر المدن الكويتية من فرصة التمثيل في المجلس!!. وهذا أمر معيب وغير مقبول.
وتضاءلت فرص القبائل الكويتية من الحروب والفضول والظفير وشمر وعنزة لمصلحة مطير والرشايدة في الدائرة الرابعة.
وكذلك تضاءلت فرص الهواجر والدواسر وسبيع والسهول والعداوين في الدائرة الخامسة لصالح العوازم والعجمان.
وفي هذا ظلم للقبائل الكويتية الأخرى وظلم للديموقراطية التي تعيش وتزدهر على التنوع لا على الاحتكار.
ثم ان هناك نواباً يصلون المجلس بحكم التحالفات رغم انهم لا يملكون مكانة في الشارع الانتخابي، وخير دليل على ذلك النائب العنجري الذي لم ينجح في الدائرة الثانية الا بصندوق واحد هو صندوق عنزة!!. لان الحربش قد دعمه وطلب من قبيلته ان تصوت له.
فأين العدالة في هذا؟!
وقد نقبل وصول فيصل المسلم للمجلس بحكم عدد ناخبي عتيبة في الدائرة الثالثة، ولكن حق التصويت لأربعة للناخب لا يجلب المسلم فقط، بل يجلبه ويجلب جوقته التي تصفق له وتصوت معه!.
فهل هذه ديموقراطية أم ولاءات منفعية؟!
اجعلوها صوتاً واحدا، ولنر موت الفرعيات والتحالفات ومن ينجح ينجح بذراعه. ومن يفوز يفوز بأدواته لا أدوات غيره.
-3 في جميع الدول الديموقراطية والتي يدفع فيها الناخب المثقف ضرائب كي يشارك في الحكم، لا نجد أي دولة تسمح للناخب بالتصويت لأكثر من اسم او قائمة.
واعطاء أربعة أصوات للناخب الكويتي ليس أكثر من بطر مضر.
ولا نعتقد انه يحق لأحد نواب الأغلبية او غيرها ان يحتج على ذلك، الا اذا كانت النية معقودة على تزوير الانتخابات عبر التحالفات وتبادل الاصوات!!!.
< الحربش صرح بان نواب الأغلبية سيقاطعون الانتخابات إن تغيرت الدوائر أو عدد الأصوات!!
ونحن نقول له اننا مستعدون لمراهنته بابتسامة منه وعشرة آلاف دينار منا، إن عزف هو عن الترشيح في حال تغيير عدد الأصوات!.
فهل يراهن؟!…. لا نظن.
اغلبية الأغلبية لا تسوى ما تلبس دون صفة نيابية، وسيترشحون حتى لو أصبحت سبعين دائرة بربع صوت.

أعزاءنا

عرفناه في المصاعب.. فكان أصلب الرجال
وجربنا في المصائب.. فكان أعدل الرجال
واختبرناه في المناصب.. فكان أنزه الرجال
رحم الله العم جاسم القطامي فقد كان قدوة الرجال.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.