مشاريع متميزة، وأفكار جميلة من أبناء الكويت، هم كأبناء الإمارات، محل ترحيبنا ودعمنا في كل ما يبدعونه، والإمارات بلدهم ونحن أهلهم.
هذا ما قاله الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء في تغريدة شخصية له، ذلك المسؤول الذي يعرف كيف ينطلق ببلده نحو الأفق الواسع، ويعرف كيف يكون قائدا بمعنى الكلمة لفريق عمله، هذا الكلام الرائع بحق شبابنا الرائع قاله سمو الشيخ محمد عندما التقى بمجموعة من الشباب والفتيات أصحاب المشاريع الريادية في الكويت.
السؤال المهم هنا، لماذا التقى الشيخ محمد بشباب الكويت، ومن بادر بطلب اللقاء، والإجابة.. انه بغض النظر عمن طلب اللقاء، فذلك عار وسبة في جبين الكويت.. لماذا؟
إذا شباب الكويت هم من طلبوا اللقاء، وهو ما أرجحه أنا شخصيا، فذلك ينذر بأن هذه الفئة المبدعة من أبناء الكويت الذين يُفترض أن يصبوا إبداعاتهم في بلدهم، آثروا اللجوء إلى الحضن الذي يمكن أن يستوعبهم بعد أن ضاقت بهم بلدهم بسبب الروتين والقوانين الخانقة لإبداعاتهم من إجراءات في وزارات الدولة، وبالتأكيد على رأسها وزارة الشؤون والتجارة، وإجراءات استقدام العمالة المطلوبة لمشاريعهم، والإجراءات المعقدة في الفيز والدخول للكويت لأسباب باهتة وسخيفة في كثير من الأحيان، وقوانين اسمحوا لي أن أقول إنها غبية، وضعت لحالة شاذة وخاصة جدا جدا، ويجري تعميمها بغباء أكثر على العموم.
أما إذا كان من بادر لطلب اللقاء هو سمو الشيخ محمد، فهذا يسجّل للشيخ محمد، الذي يحاول احتضان أي إبداع بغضّ النظر عن جنسيته أو دينه، فما بالك بدولة شقيقة كالكويت، وهذا جرس ينذر بأن إبداعات أبنائنا التي لم يصلوا إليها إلا بفضل ما قدّمه لهم بلدهم من خدمات طيلة سنوات علمهم ونموهم، وهي محط اقتناص كل من حولنا لاحتضانها والاستفادة منها، وهذا حق كامل لهم، لا يمكن لأي جهة منعهم.
الشباب الكويتي المبدع صرخ واشتكى وعلا صوته، تحدّث وعبّر عن القيود التي تمزقه وتحطمه داخل أرضه، فلم تملك حلا إلا اللجوء الى من فتح صدره لها وفرش الأرض له وردا.
بعد الغزو مباشرة وتطبيقا لسياسة مقاطعة جنسيات معينة كان لدولها موقف سلبي، فقدت الكويت طاقات وإبداعات عربية بعد أن ساهمت الكويت نفسها في أن تصبح هذه الطاقات علما في مجالها على المستوى الدولي قبل العربي، وتلقفتها دول خليجية ومنحتها الجنسية لتكون إضافة لها، وفقدت الكويت، بسبب سياسة ساذجة في ظروف خاصة جدا، من كان يمكن أن يعلي اسم الكويت في كل أرجاء المعمورة.
يا مسؤولون ويا دولة.. صحيح هناك جهود مبذولة لاحتضان الشباب وإبداعاتهم من قبل جهات مختلفة، وعلى رأسها الديوان الأميري، ولكن هناك خللا، سأتحدّث عنه في مقال قادم إن شاء الله.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق