كنت اشاهد ابان الحرب العراقية ـ الايرانية صدام اثناء لقاءاته مع الرسميين او المواطنين وأستغرب من رباطة جأشه ونكاته وضحكه مع زائريه رغم ان ايران في تلك المرحلة كانت هي المنتصرة وتقوم تباعا باحتلال جنوب وشمال العراق وهي في طريقها لإسقاط نظام البعث القمعي في بغداد، كما كانت ترفض وقف اطلاق النار او القبول بقرارات الامم المتحدة الداعية لذلك.
>>>
كان واضحا آنذاك ان هناك سرا، وان الامر
لا يعكس على الاطلاق شجاعة صدام، فجميع الطغاة وعبر التاريخ جبناء ويخفون ذلك الجبن خلف الاستقواء على الضعفاء الابرياء من اطفال ونساء، وان الطاغية صدام لا ينطبق عليه قطعا ما قاله المتنبي في علوي العقيدة الامير سيف الدولة الحمداني ونصه:
وقفت وما في الموت من شك لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الابطال كلمى هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
وقد اكتشفنا لاحقا ان ثبات صدام مرده انه كان يعلم ومنذ وقت مبكر ان هناك قوى متنفذة بالعالم لن تسمح بهزيمته وانها ستعطيه حين يجدّ الجد وتبدو رايات الهزيمة الحقيقية في الافق اسلحة الدمار الشامل وحق استخدامها ضد الاعداء في الخارج والداخل دون ان يعترض احد.
>>>
آخر محطة: 1 ـ أتى في تقارير الصحف الاجنبية ان الرئيس السوري كان بالمثل يتبادل النكات والضحك مع الوفد اليمني الزائر، مما يعني ان هناك وعودا مماثلة اعطيت له بأنه لن يعزل (بن علي) أو يقتل (القذافي) أو يسجن (مبارك) بل سيستبدل له صداع حكم كل سورية، براحة حكم جزء من سورية موال له بالكامل.
2 ـ هل يعقل إبان ضرب المجرم صدام للايرانيين في الفاو والاكراد في حلبجة بالكيماوي، ان يقال ان الايرانيين والاكراد هم من ضربوا انفسهم بأسلحة الدمار الشامل لتوريط صدام؟! كلّم العاقل بما يعقل!
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق