لقد تدنى الأداء السياسي العربي وراهق وتصبْيَنَ وصغر وقصر باعه، إلى درجة أن يتدخل «رئيس» دولة عربية بشؤون دولة عربية أخرى ومن على أكبر منبر دولي هو منبر الأمم المتحدة!
وأظنها سابقة لم تحدث من ذي قبل ولا أظنها ستحدث بعد!
فلقد قام «المنصف المرزوقي» الذي قذفت به ريح «الإخوان» ليحل في منصب الرئاسة التونسية وليرث أكبر مناضل وسياسي في تاريخ العرب وهو «الحبيب بورقيبة»، قام ومن على منبر الأمم المتحدة ودون خجل أو مراعاة أو فهم للأصول السياسية والديبلوماسية، بمطالبة مصر بإطلاق سراح من خانها وعرّض أمنها القومي للخطر وعرضها في سوق بيع الأوطان واستباح دماء أهلها وتفرعن.
طالب «المرزوقي» بإطلاق سراح «محمد مرسي» الذي نحّاه الشعب وعافه ولفظه والذي خرجت ملايين المصريين تهز الأرض ويشق السماء هدير أصواتها التي سمعها الناس في كل أرجاء المعمورة، تطالب بالنجاة منه ومن حزبه ولتنقذ نفسها من سياط جماعته المتدثرة بعباءة الإسلام.
ماذا لو قام رئيس دولة أخرى بمطالبة تونس بإعادة «زين العابدين بن علي» ـ والذي لم يلحق بتونس والتونسيين ما ألحقه «مرسي» بمصر والمصريين ـ إلى الرئاسة التونسية وإلقاء «المرزوقي» و«الغنوشي» باليم طعاما لأسماك جائعة؟
هل كان «المرزوقي» ذاته سيقبل بمثل هذا الأمر، وهل كان التونسيون سيرحبون بمثل هذا التدخل الخارجي بشأن سيادي من شؤونهم؟!
لماذا يقبل المرزوقي ثورة الشعب التونسي ويحلب ضرعها ليأتي رئيسا عليها، بينما يرفض ثورة الشعب المصري؟!
وكيف أباح لنفسه هدر الكرامة المصرية والاستهانة بثورة قوامها تسعون مليونا إلا الكسحاء ومن أخذتهم أهواء الدنيا وشهوات السلطة وعبدة الفلس والراكعين والخانعين والمطبلين في ركب «الإخوان»!
نعلم يقينا أن في ضمير «المرزوقي» ما يأبى فعله ويرفض قوله، وأنه مجرد مأمور من قبل «عرابه الغنوشي» الشيطان التونسي الأكبر، ولكن تبعيته وامعيته للغنوشي يجب ألا تصل إلى حد تطاوله على مصر وتسيير إرادة المصريين، فذلك أمر ستكون له عواقب كثيرة ربما تدفع تونس كلها أثمانها الباهظة.
ولينجِّ الله تونس من شر الإخوان ومكائدهم مثلما نجى مصر منهم.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق