يصادف شهر أكتوبر الجاري الذكرى ال 85 لهبوط أول طائرة مدنية على مدرج في احدى ضواحي مدينة الكويت ما شكل انطلاقة النقل الجوي المدني بين الكويت والعالم ومثل بوابة عالمية جديدة اضافة الى البوابة البحرية المعروفة بها الكويت منذ القدم.
ففي العامين 1927-1928 تم افتتاح اول مطار في الكويت بمنطقة الدسمة خارج المدينة كانت أولى رحلاتها منه للخطوط الجوية الامبراطورية التي تحولت الى شركة الخطوط الجوية البريطانية اذ شغلت خط بريطانيا – الهند – بريطانيا كمحطة للتزود بالوقود.
وشهد عام 1932 اولى رحلات الطائرات المدنية المنتظمة لمطار الدسمة وتابعت حركة الطيران نموها حتى عام 1980 وفي نفس العام افتتح مبنى الركاب الغربي (2) بطاقة استيعابية تصل الى خمسة ملايين راكب الى جانب افتتاح محطة البضائع الحديثة القادرة على العمل 24 ساعة يوميا وبدء تشغيل نظم الاجهزة الحديثة المساعدة للملاحة والرادار ونظام الهبوط الالي من الفئة الثانية ونظم الاتصالات.
ومنذ عام 1980 وحتى عام 2012 توالت الانجازات والتطورات في مطار الكويت الدولي حيث اعدت الادارة العامة للطيران المدني خطة رئيسة لتطوير وتوسعة مطار الكويت الدولي تشمل بناء مبنى ركاب رئيسي (رقم 2) وتوسعات مدارج رئيسة وانشاء مدرج ثالث وبناء محطتي اطفاء اضافيتين وبناء محطة شحن ومقر رئيسي جديد للادارة العامة للطيران المدني ومواقف للطائرات ومرافق جديدة لحركة الطيران في المطار.
وقال رئيس الطيران المدني فواز عبدالعزيز الفرح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) في هذه المناسبة ان هذه التطورات التي حدثت في الطيران المدني بالكويت ترجع الى اسباب عدة يمكن اختصارها بعبارة واحدة وهي “الفكر الرائد” مما مكن صناعة الطيران في الكويت من ان تلعب دورا رئيسا في التنمية الاقتصادية للبلاد.
واضاف الفرح ان معالم اكبر مشروع تطوير خلال تاريخ مطار الكويت الدولي خلال 85 عاما اكتملت حيث سيشرق فجر مطار حديث في المنطقة يكون بمثابة “الواجهة الامامية” التي تستقبل زوار هذا البلد المفعم بالحركة والنشاط.
واوضح ان طرق القوافل والخطوط البحرية اسهمت في جعل الكويت مركزا تجاريا في الماضي فان مطار الكويت الدولي يعمل الان على تطوير مكانته كبوابة رئيسة للمنطقة يخط سطور نجاحه على الصعيدين الاقليمي والدولي لتعزيز موقع البلاد كمركز مالي واقتصادي في منطقة الخليج.
وقال ان “الكويت ترتبط باكثر من 80 وجهة حول العالم عن طريق مختلف الخطوط الجوية الذي قارب اجمالها 45 شركة مما يوفر صلات سريعة فعالة لعالم يعج بالاعمال لا تغيب عنه الشمس 000 وانه ما يزال امامنا طريق طويل 000 فمطار الكويت الدولي سيدشن مستقبلا العديد من مشاريع التطوير والخدمات المميزة وستحمل الطائرات الجديدة المزيد من المسافرين وستسهم التكنولوجيا الحديثة في جعل السفر تجربة اكثر كفاءة وفاعلية وراحة”.
واضاف ” سيشهد مطار الكويت الدولي عهدا جديدا مشرقا فعلى وقع النمو المتواصل في حركة الطائرات والمسافرين والشحن الجوي تتطلع بوابة الكويت الاولى على العالم للتحليق عاليا في رحاب جديدة”.
وبدا واضحا ان المحرك الرئيسي وراء هذا النمو في حركة الطيران هو سياسة “الاجواء المفتوحة” التي تتبناها الادارة العامة للطيران المدني وبدأت بتطبيقها منذ عام 2006 والتي دفعت العديد من شركات الطيران لزيادة رحلاتها من والى الكويت كما اسهمت في اجتذاب شركات طيران جديدة اخرى.
ومن العوامل الهامة التي ادت الى نمو حركة النقل الجوي هو قرار الادارة العامة للطيران المدني الخاص بتحرير الخدمات الارضية مما سمح لشركة ناشيونال لخدمات الطيران (ناس) بدخول السوق الى جانب مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية وتتميز عمليات المطار الارضية بجودة الخدمات والاسعار التنافسية.
ولقد كانت الادارة العليا للطيران على مستوى التحدي الذي فرضته الزيادة الملحوظة والمتوصلة في عدد المسافرين والقادمين اضافة الى حركة المناولة في مرافق الشحن فبالرغم من ان كفاءة المطار التشغيلية قد مكنته حتى الان من تلبية نسب الزيادة السنوية التي ارتفعت بمعدل الضعف فان هذا النجاح الباهر السريع الذي حققه جعل من التوسع على نطاق كبير امرا لا مفر منه.
وتشير احدث الاحصاءات الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) ان منطقة الشرق الاوسط تتبوأ دورا رياديا في تنامي صناعة الطيران على مستوى العالم لذا فان دولة الكويت عازمة على ان تكون في الطليعة حيث ان الخطة الرئيسية الجديدة تهدف الى الارتقاء بمرافق مطار الكويت الدولي الى مستوى عالي الجودة.
ويواصل نمو حركة المرور في مطار الكويت الدولي تصاعده في الوقت الحالي وتشير الزيادة المضطردة الى نجاح سياسة الحكومة الكويتية والادارة العامة للطيران المدني حتى الان كما تعد مؤشرا على مستقبل اكثر رحابة وانفتاحا.
وتعد الخطة الرئيسة لتطوير مطار الكويت الدولي امرا ضروريا لتأمين ذلك المستقبل حيث تحكم الترتيبات الخاصة بكامل مباني المطار وحظائر الطائرات وطائرات النقل الخاص والممرات والمناولة الارضية والتزود بالوقود بدءا من المرافق الحالية تتوقع الخطة مستوى الطلب على الخدمات الامر الذي يسمح للادارة العامة للطيران المدني بفهم متطلبات توقيت التوسع بالاضافة لأية تعديلات تقتضيها الحاجة من قبل تغيير المواقع من اجل تشغيل اكثر كفاءة.
وتتشكل الخطة الرئيسة اساسا من برنامج خماسي السنوات متتابع المراحل بمنظور مستقبلي للاعوام ال 20 الى ال 30 المقبلة لاستشراف التوجهات المستقبلية في مجال صناعة الطيران لذا فهي ليست بالمخطط الثابت غير القابل للتغيير بل انها تتطور بصفة مستمرة لضمان تقديم ما تدعو اليه الحاجة الان في المستقبل.
وفيما يخص التنمية المرحلية فبموجب الخطة الرئيسة الحالية تم تقسيم تطوير المطار الى مجموعة من المراحل المنفصلة وان جمعها في مجملها ترابط كامل تتعامل المرحلة الاولى مع المشاريع على المدى القريب (على مدار السنوات الخمس القادمة) اما المراحل من الثانية فصاعدا فتتعلق بالمستقبل اللاحق.
وتهدف المرحلة الاولى الى تحقيق ثلاثة اهداف رئيسة هي رفع السعة التشغيلية للمطار من 450 الف الى 650 الف رحة سنويا والحفاظ على القدرة على استضافة كافة انواع طائرات الركاب وطائرات الشحن بما في ذلك الجيل الجديد من الطائرات الضخمة من قبيل طائرات (ايه 380).
اما الهدف الثاني فهو زيادة قدرة نقل الركاب من سبعة ملايين الى اكثر من 20 مليون مسافر سنويا في حيث يكمن الهدف الاخير في رفع سعة حركة الشحن والمناولة من 600 الف طن الى ستة ملايين طن سنويا.
وتنقسم الخطة الى اربعة مشاريع متميزة يغطي الاول والثاني رفع مستوى المطار اما الثالث فيشمل بناء محطتي مكافحة حرائق ومبنى المقر الجديد للادارة العامة للطيران المدني في حين يتضمن الاخير انشاء مبنى الركاب الجديد وفق احدث التقنيات.
يذكر ان دائرة الطيران المدني تأسست في عام 1956 وكانت تتبع مديرية الامن العام وانيطت بها مسؤولية الاشراف على مطار الكويت وتوسعت اعمال الدائرة لاحقا لاحقا لتصبح الادارة العامة للطيران المدني حيث كانت تتبع انذاك وزير الداخلية وفي نهاية السبعينات الحقت بوزير المواصلات.
وفي عام 1990 صدر المرسوم رقم 108 اضاف بعض الاختصاصات الى وزير المواصلات منها الاشراف على شؤون الطيران المدني وعلى مطار الكويت الدولي والحاق الادارة العامة للطيران المدني ورئاسة المجلس الاعلى للطيران المدني.
قم بكتابة اول تعليق