لن يخرج محمد حسنين هيكل من أوهامه القديمة فهو لم يزل أسير عقدة الأنهار. وقبل أيام على شاشة تلفزيون CBC كرر مقولاته الساذجة حين وصف مصر بأنها كانت «معبرا للتجارة الدولية أما الجزيرة العربية فتعمل في القوافل إما لحراستها أو لنهبها»!
موقف ساذج يعكس جهله الفادح بالتاريخ وإصراره على مناطحة الجغرافيا، ذلك أن الجزيرة العربية و«بحكم موقعها الجغرافي» هي المعبر الحقيقي للتجارة الدولية، كما أنها اشتهرت بمنتجاتها من اللُبان واللؤلؤ والبُن والتمور والجياد العربية أو المنتجات التي تجلبها من الهند والصين مثل العطور والأقمشة والتوابل لتعيد تصديرها إلى الغرب.
جهل هيكل لم يسعفه للتعرف على التاريخ الماجد للموانئ التجارية المنتشرة على سواحل الجزيرة العربية والمسيطرة على طرق الملاحة بين الشرق والغرب، بداية من ميناء العقبة في الأردن وانتهاء بميناء الكويت مرورا بالقطيف والبحرين وجزيرة دلما في ابو ظبي ومسقط وصور ومرباط وعدن وميناء جدة على البحر الأحمر.
السفن التجارية العمانية مخرت عباب البحار حتى بلغت المرافئ القصية، وكانت القافلة الكويتية الواحدة تتكون من خمسة آلاف جمل تحمل الأقمشة والتوابل إلى حلب لتصديرها إلى أوروبا، وأختم بالإشارة إلى قهوة «الموكا» المعروفة في المقاهي وأصلها «المخا» وهو ميناء في اليمن اشتهر بتصدير البن اليمني!
أما عن اتهام عرب الجزيرة العربية بأنهم سراق للقوافل فذلك تخرّص وقح ينبغي تجاهله احتراما للشعب المصري العظيم.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق