أكتب من مدينة العقبة المنفذ البحري الوحيد في المملكة الأردنية الهاشمية، والعقبة تعني الطريق بين الجبال، وجمعها عَقَبات وعِقاب، والعقبات كثيرة في سلسلة جبال السروات في الجزيرة العربية والتي تمتد بمحاذاة البحر الأحمر من اليمن جنوبا حتى الأردن شمالا. وقد زرت في منطقة «بلجرشي» في السعودية «عقبة حميدة» التي تربط السراة بتهامة وهي طريق تجارية تاريخية مرصوفة بالحجارة.
حملت مدينة العقبة اسمها الحالي في زمن المماليك، وكانت قبل ذلك تعرف باسم «إيله» ويقابلها في الضفة الأخرى من خليج العقبة ميناء «إيلات» الإسرائيلي. وللعقبة عمق في التاريخ يعود إلى حكم الرومان الذين أبحرت سفنهم منها، وبعدهم جاء الصليبيون وشيدوا فيها قلاعا قبل أن يحررها صلاح الدين الأيوبي. ومن مزاراتها الأثرية «الحصن المملوكي» وقريب منه «وادي رم» الشهير بصخوره العجيبة.
العقبة آخر ميناء تصله السفن المبحرة في البحر الأحمر باتجاه شمال غرب الجزيرة العربية، وفي خليج العقبة شعاب مرجانية تتميز بألوانها وجمالها وتنوعها، وعلى شطآن المدينة تنتشر الفنادق والمقاهي التي يؤمها السائحون القادمون إليها من البر والبحر والجو. وتمتاز هذه المدينة البحرية الساحرة بتوازن مناخها وهدوء بحرها الساكن، كما تتميز بتعدد تضاريسها حيث تقع بين بحر وجبل من خلفه صحراء، وهي خاصرة خليج عربي تطل عليه أهم دول المنطقة.. السعودية، مصر، الأردن وإسرائيل.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق