كنت ممن انتقدك كثيرا ومن ايّد من انتقدك ايضا.. وكثيرون غيري عتبوا عليك آنذاك تساهلك وعدم قوتك وحزمك في ادارة الجلسات.. وانفلات بعضها وخروجها عن نطاق السيطرة.
والاعتراف بالحق فضيلة يا ابا عبدالمحسن.. فقد كنت أردد كغيري ان المجلس يحتاج الى بعض الحزم في ادارة الجلسات، خاصة مع وجود بعض العناصر المعروف عنها فوضويتها وخروجها عن النص والذوق.. ولكنني اليوم وبعد ان عاد وجهك البشوش على صدر صفحات الجرائد اقول لك: وحشت الدار يا بو عبدالمحسن.
لطالما تمنى غيري كثيرون ان يعود الحزم وتعود القوة لكرسي الرئاسة لضبط الجلسات.. ولكنني اعتقد ان كثيرين خاب ظنهم بعد ان تحول الموضوع الى غير ما كانوا يتمنون.. وبعد ان تحولت الأماني الى حسرة وألم بعد انقضاء الأشهر الأربعة الماضية حين سجل المجلس الاخير ارقاما قياسية في الانفلات.
بحثنا عن القوة فوجدنا الانفلات.. وبحثنا عن الحزم فوجدنا التجاوزات.. وبحثنا عن الحياد فوجدنا انقلاب الموازين.. لهذا نقول لك: وحشت الدار.
اعترف يا رئيس مجلس الامة حاليا.. بعد ان عدت بسرعة لم يتخيلها البعض.. اننا اخطأنا بحقك.. وعقدنا الامال على شيء لم نجده.. فصدق القول.. ما تعرف قديرى الا لما تجرب غيري.. وقد يكون هناك من هم افضل منك مستقبلا.. ولكننا نتحدث عن الماضي القريب الذي عشته انا شخصيا على الأقل.. فمن باب الواجب ان نعتذر منك.
اقدر فيك بو عبدالمحسن ترفعك عن كل ما قيل ويقال عنكم.. فاثرت الابتعاد عن مواقع انفلات القيم والمبادئ.. فأنت بحق كبير.. وكبرت اكثر.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق