ثلاثة أعوام من التقييم فترة كافية للتقويم بالنسبة للأخ المحترم وزير التربية وزير التعليم العالي، وهي فترة كافية لقراءة وتحليل الوضع التعليمي، ولسنا بصدد تقييم أداء الوزير المجتهد فهو بدأ باتخاذ قرارات قد تكون صائبة وقد تكون غير ذلك، ولكن جلها اجتهادات في وزارة بهذه الخطورة والضخامة تحت يديها أكثر من ثلاثمائة ألف طالب وطالبة وهيئة تدريسية بالآلاف، وجهات متشعبة مثل جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وتواجه مشكلات التضخم الإداري وتشابك الاختصاصات، بدأ الرجل يضع يديه على بعض مواقع الخلل الإدارية واتخاذ قرارات إدارية مثل إحالة بعض المسؤولين من الوكلاء المساعدين، والخلل في أنظمة التخزين والذي بلغ الهدر فيه بالملايين، وبدا أن هنالك نفضة إدارية أشبه بهز أوراق أشجار وزارة التربية وإسقاط بعض الأغصان والأوراق، ولكن هل هذا هو الحل فقط؟! هل الحلول إدارية وإزاحة أفراد وخبرات قد يكون بعضها منتجاً؟ بالتأكيد لا.
الشأن التعليمي يجب أن يكون شأناً استراتيجياً، فصندوق النقد الدولي يحذر في الجانب الاقتصادي ويدعو إلى إصلاحات في تطوير التعليم، ودراسة قامت بها القبس مشكورة في عام 2012 انتهت إلى أن التعليم في أزمة، والنتائج مخيبة، أما ما سمي برؤية بلير في التعليم، وهي دراسة منشورة في 2009 بتمويل من الدولة، وأثيرت حولها علامات استفهام، فقد قالت الرؤية بصريح العبارة «أنتم في خطر». كل هذه المؤشرات يجب أن تناقش بعيداً عن العمل السياسي اليومي، وعن ردود الأفعال والبهرجة السياسية، فالتعليم ليس مسؤولية اجتهاد رجل واحد هو الوزير، إنما مسؤولية مجتمع كامل، الخطر في أننا لا نستشعر هذا الخطر ولا نقوم بما قامت به دول متقدمة استشعرت دور التعليم وأهميته وبدأت بتطبيق الدراسات والمعالجات الفنية وفق خطط وأسس علمية وقرارات في صلب وعمق العملية التعليمية، التعليم في خطر لأننا كآباء ومعلمين نرى بأعيننا ما تجنيه أيدينا من ظواهر الغش والدروس الخصوصية وانخفاض مستوى الطالب وقدرات الكثير من المعلمين، وللحديث بقية.
د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق