خطباء ندوة «الكويت تسرق» اجمعوا كلهم، وبلا استثناء، على ان الحكومة فاشلة، وان الدليل الواضح على فشلها يعود الى انها لم تنجز شيئا من المشاريع التنموية التي وعدت بها، والتي بالطبع يحتاجها البلد، سبب عدم انجاز المشاريع يعود، كما اوضح احد النابغين من خطباء ندوة «الكويت تسرق»، الى ان «الحيتان» تتصارع على عمولة تنفيذ المشاريع، وكل حوت يريدها لنفسه، بناء على هذه الفرضية او الزعم فإن كل المشاريع تم تعطيلها، ولهذا فان الحكومة نفذت صفرا مما وعدت او التزمت به!
الان هذا لغز.. بصراحة يصعب على انسان متواضع مثلي فهمه. لكن اعتقد ان «رعية» المعارضة الجديدة ليس لديها مشكلة في فهم هذا الطرح واستيعاب معانيه واهدافه، وهذا بحد ذاته لغز آخر او اللغز الحقيقي والاساسي. جماعة المعارضة الجديدة وبقية نواطير المال العام، ومعهم بقية الرعية، صار لهم سنين. بل في الواقع عقود، وهم ينددون ويكشفون، حسب مزاعمهم، السرقات التي يتعرض لها المال العام وممتلكات الدولة، لكن لم يقدموا دليلا واحدا او يتهموا جهة او شخصا معينا بالسرقة، كل الذي نجحوا فيه هو وقف المشاريع ومنع تنفيذ بعضها، بحجة انها مشبوهة او معرضة للسرقة، لهذا في الواقع لم تنفذ الحكومة شيئا، ولم يتم انجاز شيء من خطة التنمية، لان هناك معارضة لكل مشروع بحجة انه سرقة.
سمعنا كثيرا عن السرقة واكثر عن الفساد، لكن لم يقدم احد للمحاكمة، ولم يدلنا احد على طبيعة الفساد او المفسدين، اين؟ وكيف هو هذا الفساد الذي يطنطن به المعارضون الجدد؟ هل هو سرقة المال العام، ام هو شيء آخر؟ اذا كان سرقة فإن شيئا من المشاريع، وحسب ادعاءاتهم، لم ينفذ، واذا لم تنفذ المشاريع فكيف سرقت، بل كيف يصبح الامر «الكويت تسرق»! واذا كان الامر فسادا فعرفونا وفهمونا، نحن متواضعي الفهم من غير رعيتكم، ما هو الفساد؟ هل هو الواسطة التي يتفنن بها نواب ورعايا المعارضة الجديدة انفسهم، ام هو التجاوزات والاستثناءات الروتينية التي تمرر بها المعاملات ويتم التحصل من خلالها على الخدمات العامة من دون حق؟
ان هناك فسادا في اجهزة الدولة.. وهناك فسادا مستشريا في البلد، لكن الفاسد هنا هو المستفيد والراعي الحقيقي للفساد وهو المواطن الكويتي.. وبالذات رعية المعارضة الجديدة، الذين يتفنون في طرق حلب الدولة عبر الاستيلاء على المال والممتلكات العامة.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق