يتعرض مستوصف الجابرية (مركز محمود حيدر الصحي) أسبوعياً الى هجوم كبير من قاطني حولي، حيث يبدو أن مراكزهم الصحية يتم إغلاقها في أيام الجمع والسبت من كل أسبوع وتحويل الخفارة الى مستوصف الجابرية ما يحوّل المكان الى حالة من الهرج والمرج الذي لا يليق بمركز صحي.
كيف اكتشفت الموضوع؟.. في يوم من أيام السبت كانت لي مراجعة ضمن مراجعاتي اليومية لتغيير ضمادة جرح عميق، كان ذلك اليوم هو السبت الأول الذي يمر عليَّ مع ضرورة المراجعة اليومية، عندما وصلت فوجئت في الساحة الخلفية للمستوصف بوجود نحو مئة سيارة عدا عن جانبي المستوصف الواقع على شارعين وساحة خلفية كلها تملؤها السيارات، دخلت المبنى لأفاجأ بثلاثة طوابير تمتد من زجاج شباك الاستقبال الى الحائط المواجه لهم وبشكل يعرقل دخول المرضى من الباب الخلفي للمبنى.
استغربت المنظر ولكن قلت.. ما علينا منهم، أنا آتٍ لتبديل الضماد بموجب وصفة موقعة من دكتور المستوصف قبل أيام ولا علاقة لي بالاستقبال. توجهت الى غرف المضمدين لأفاجأ على غير العادة بامتلاء الغرف، هنا عمال يتناولون الكمام ومن خلفهم قناني الاكسجين الحديدية وهنا عمال مصابون بجراح وأتوا لتضميدها، وهؤلاء ينتظرون دورهم لأخذ الابرة. حاولت الحديث مع اي من طاقم التمريض لكنهم كانوا في حالة من الذهول وهم يسارعون الزمن املا في الانتهاء من المرضى، ولا احد منهم يرد.. اللهم الا احدهم لاحظ الأمر لاحقا.. فسألني: ما بك؟؟.. قلت: احتاج الى استبدال الفتيلة.. وتطهير الجرح.. فقال: انصحك أن تأتي غدا صباحا لأنك لو انتظرت فسيحتاج الامر الى نحو ساعتين!!
غادرت المبنى وانا اتذكر كلمات وزير الصحة الشيخ محمد عبدالله المبارك وهو يشكر المتبرعين ويؤكد انه لولاهم لما تمكنت وزارة الصحة من انجاز عملها.
وتساءلت: هل قام المتبرعون ببناء هذه المراكز لتتحول مراكز خفارة لمناطق اخرى؟ هل هذا ما اراده المتبرعون؟ هل يعلم المتبرعون بما يدور في المباني التي تبرعوا فيها؟.. هل يرحم الوزير أهالي المنطقة ويرحم العاملين في المركز ويرحم ساكني حولي ويعيد مراكزهم الى العمل ويفك مركزنا من الضغط؟
هل.. وهل.. وهل.. من مئات «الهَلْهَلاتْ» التي لا تجد اجابة، ولكن ماذا نفعل؟.. سنظل نحنّ ونزّن ونلبح ولن نفقد الأمل.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أنستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق