إقبال الاحمد: … هو العدو

«لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».. عبارة رائعة اختارها حكيم، وأمر بوضعها فوق بوابة قصر الحكم في الكويت حكيم آخر.. وأبقى عليها حكماء آخرون تحملوا مسؤولية إدارة البلاد سنوات وسنوات.

هذه العبارة تبدو لكل من يقرأها انها جرس يقرع في اذنه، يذكره ان لا دائم الا وجه الله.. ومهما بدت الدنيا جميلة ومغرية بملذاتها، فلا مفر من انها زائلة ولا دائم فيها غير الذكرى.

ولا أشك لحظة في ان من يمر عبر بوابة قصر السيف مؤمن تماما فيما كتب فوقها.. وبناء عليه فهو مؤمن بأن سر النجاح في اي سلطة هو الايمان بعدم ديمومتها.. وهذا ولله الحمد ما سجل في تاريخ الصباح بالكويت.

الوقت هو العدو.. عبارة يجب ان تعلق بالكويت ليس على قصر السيف فقط، بل على كل وزارات ومؤسسات الدولة.. في المرحلة الحالية.. ايمانا بأن الوقت اذا ما اهمل فهو كفيل بالقضاء على كل نجاح مخطط له.. خصوصا اننا في الكويت مقبلون على تنمية وخطط منفذة لها في كل التوجهات والمجالات.. الامر الذي يستدعي ادراك اهمية الوقت في المرحلة الحالية التي نعيشها في الكويت.

كثير من الامور في الكويت مؤجلة، وتنفيذها يتأخر بالاشهر والسنوات، وتكاليف التنفيذ ترتفع بقوة الصاروخ يوما بعد يوم، والحاجة اليها بالمعايير نفسها تتغير وتتوسع، فنعيد التخطيط والتنفيذ مرة واثنتين وثلاثا.

القرار المناسب في الوقت المناسب هو النجاح بعينه.. أما اذا كان القرار صائبا، واتخذ في وقت متأخر فلا طائل منه، وأهمية الوقت تأتي من اهمية اقتناص الفرص والاستفادة منها في حينها، وإلا فهناك من يقتنص هذه الفرص ويخلق منها نجاحا مضاعفا، ولكن في مكان غير مكانها الاصلي.

من يؤمن بالوقت وأهميته يؤمن بأن الفرص نادرا ما تتكرر، وإن تكررت فقد لا تتكرر بالقوة نفسها، وهذا يبدو واضحا اكثر واكثر في عنصر الانسان نفسه.

بمعنى ان الاستفادة من العنصر البشري، صاحب الفكر النير والافكار المتألقة، والجاد في طروحاته، والقادر على تحويلها الى واقع بمهنية واضحة، هو من يجب ألا نضيع فرصة الاستفادة منه، حين يبدو امامنا ويقدم نفسه لنا بكل ما يحمله من افكار ومضمون يصب لمصلحة الوطن وتطوره، وإلا ضاع منا لأنه سلعة مطلوبة وبشغف من آخرين ينتظرون عند الابواب.. وما اكثرهم.

إقبال الاحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.