احمد المليفي: الكويت إلى أين؟

كان هذا عنوان الندوة التي اقامها النائب السابق محمد الصقر في ديوانه وكنت احد المشاركين فيها، نعم سؤال يطرحه الجميع تجاوز الاوضاع السياسية ليشمل كل مناحي الحياة الاجتماعية والادارية والاقتصادية. البلد وين رايح؟ ليس من المعقول والمقبول لبلد مثل الكويت انعم الله عليه بكل هذه الخيرات وبشعب قليل ان تقف فيه عجلة التقدم وان يقف ذهن المواطن فيه على مفهوم واحد الاخذ دون العطاء والنقد دون البناء.

سؤال مقلق ليس فقط للحشود التي كانت حاضرة اللقاء بل لكل اهل الكويت لأنهم يشعرون بأن البلد مختطف من قلة لا تريد لأوضاع البلد ان تستقر. تريد ان تجمع كل الصلاحيات بيدها وتهدم ما تبقى من مكونات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة. لم يسلم منها احد حتى القضاء ونزاهته. تتحدث عن احترام الدستور وهي من اشد الناس مخالفة له. وتتحدث عن احترام القضاء وهي من الخارجين على احكامه اذ لم تتوافق مع هواها.

وتتحدث عن تطبيق القانون وهي اول من يخالفه عندما يتعارض مع مصالحها ويقف امام مطالبها. وتتحدث عن العدالة وهي اول من يخرقها عندما يتعلق الامر بتطبيقها عليها. لا يعجبها احد الا من يبصم معها على ما تقول ولو كان خطأ وان اختلفت معها في موقف فانت الشرير المارق عن الوطنية الفاسد والعميل للفاسدين. اختزلت الحق في اقولها، والوطن في صفاتها.. تحارب كل فكر مختلف بشبيحة قد عينوا وكلفوا على مدار الأربع والعشرين ساعة للاساءة الى مخالفيها والتطبيل لها وحدها.

الكويت الى اين؟ سؤال كبير وخطير ولكن الاجابة عليه ليست بالمعضلة التي قد يتصورها البعض، وليست بالصعوبة التي لا يمكن ان يتم اكتشافها. فالبلد اذا استمر الوضع على ما هو عليه. واستمرت الاغلبية على صمتها وسلبياتها واستمرت الحكومات المتعاقبة على مسارها ونهجها الحالي فان القادم سيكون أسوأ.

نعم اذا استمر هذا الوضع دون ان نتحرك لاحداث منعطف حقيقي في مسار حياتنا كلها. نوقف المتجاوزين عند حدهم ونضع المغرورين في مواقعهم الحقيقية فانهم سيقودون البلد الى الهاوية ونحن سنكون اول المتضررين من ذلك.

فليراجع كل واحد منا نفسه وهو يصنع المستقبل لوطنه ولأبنائه.. هل هذا الحاضر كفيل بصناعة مستقبل مشرق للكويت وابنائها؟
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.