محاضرات ومقالات قدمها رئيس الاتحاد السوفييتي سابقا، حيث ورد له مقال في كتاب «امريكا واسرائيل في عيون كتابها».. اعداد وترجمة بشار عبدالله.
قال ميخائيل غورباتشوف: قبل سنوات عندما وصلت الحرب الباردة الى نهايتها، قلت لزملائي من قادة العالم: ان العالم على اعتاب احداث كبرى وان علينا جميعا امام التحديات الجديدة ان نعمل سويا لانقاذ الاقتصاد، ان الامريكان في حاجة الى بيريسترويكا المجتمع المدني الامريكي وليس النموذج الروسي.. واليوم تبدو هذه الحاجة الملحة اكثر من اي وقت آخر.. وما قاله غورباتشوف هو قديم قبل الازمة الاقتصادية الامريكية الحالية.. اضيف انا كاتب هذه السطور ان الصحف الامريكية اطلقت محاذيرها ولكنها لم تصل الى النذر الخطرة.. اشار الاستاذ محمود عبدالرزاق في جريدة «الوطن» في صفحة «الاقتصاد»، بتاريخ 2013/10/13 الى تخوف امريكي من الازمة الاقتصادية.. ذلك ما اشار اليه من خلال صحيفة فايننشال تايمز القائلة: «لم يحن الوقت بعد لشطب امريكا من قائمة الدول الموشكة على الانتحار».. عبارة مؤلمة لدولة تقود الحضارة والاقتصاد.. والموعد النهائي للاتفاق على رفع سقف الدين هو 17 اكتوبر.. هذا وان غدا لناظره قريب.. مضى اسبوعان من تاريخ 13 اكتوبر اغلاق المؤسسات الحكومية الامريكية وهناك رؤية مطمئنة للجمهوريين لمستوى الاتفاق في صفوف الحزب الجمهوري الى %24 وهي ادنى نسبة يتراجع اليها هذا التصنيف خلال 70 سنة مضت حسب تقرير معهد غالوب.. وهناك ديون في حاجة الى السداد.. وقد يؤجل سداد الدين الى 22 نوفمبر لتبعد الولايات المتحدة عن حافة الهاوية.
ونعود الى مقال ميخائيل غورباتشوف حيث يقول في مجال آخر: ان البيريسترويكا عندنا كانت مؤشرا على ضرورة احداث تغيير في الاتحاد السوفييتي، وذاك نموذج يختلف عن النموذج الامريكي، ولكن الآن نرى حاجة امريكا الى هذا التغيير.. نظر الغرب الى تفكك الاتحاد السوفييتي على انه نصر، وانهم في منأى عن التغيير وان طرقهم في مذهب الاسواق الحرة والغاء القيود وفتح القروض العالية دون حدود، سبب في ازمة 2008، 2009 ثبت ان النموذج الغربي الجديد لم يكن سوى وهم وفي العقدين الماضيين حققت ماليزيا والبرازيل معدلات نمو جديدة، كما انتشلت الصين والهند مئات الملايين من البشر من براثن الفقر.. ويشير غورباتشوف إلى ان على الغرب بما فيه الولايات المتحدة الابتعاد عن عسكرة الاقتصاد والقرصنة التجارية لاسقاط الدول النامية وافلاسها كما حدث لدول النمور السبع في الشرق الاقصى.. ان الحروب الاقتصادية قد ترتد الى صانعها، والاتحادات الاقتصادية والعولمة تختلف عن الاتحادات السياسية لذا فان الاتحاد الاوروبي قد يُغني البعض، ويدمر آخرين.. وتساءل غورباتشوف لماذا تصبح امريكا امة عاجزة عن فعل اي شيء تجاه النهايات السيئة مثل الحروب، كنا نرسم نحن الروس مع الامريكان الى تقسيم العالم، ونشر الرعب فيه.. الآن الولايات المتحدة في حاجة الى التغيير وتبني مشروع البيريسترويكا لعلاج الانهيار الاقتصادي.
كان المواطن الامريكي محاصرا اعلاميا لا يسأل لماذا يقاد عبر المحيطات الى فيتنام، وحروب الشرق وما تسببه القواعد الثابتة والمتحركة في العالم من خسائر.
وقبل الحديث عن ازمة امريكا، كتبت مقالا في جريدة «الوطن» بتاريخ 2013/9/9 تحت عنوان «المعاناة المالية في الدولة العظمى».. فذكرت ان (8) ترليونات من الاسهم المالية قد زادت من العجز في ميزان المدفوعات.. وفي 2002 طغت المداخيل الخارجية على الداخلية بمعدل %5 من الناتج القومي.. في سنة 2003 تزايد العجز وجاءت خسائر افغانستان والعراق والرشاوى لبعض الحلفاء التي بلغت 26.6 مليار دولار.. هذه معاناة الوضع المالي الامريكي، الذي قرع جرس الانذار ويبحث الخبراء عن سبل النجاة وكيف؟..
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق