إبان الستينيات وفي عهد الرئيس اللبناني فؤاد شهاب، نشرت جريدة فرنسية شهيرة ان هناك انقلابا عسكريا قادما للبنان، انعقد مجلس الوزراء برئاسة شهاب وبدأ في مناقشة مشاريع الدولة والوزراء مذهولون حتى سأله أحدهم: كيف تناقش تلك الأمور الصغرى وتترك تقرير الصحيفة الفرنسية حول الانقلاب والتغيير المحتمل لنظام الحكم؟ فأجابه الرئيس الحكيم بأن كانت صحيفة أجنبية ومراسلها الزائر الذي لا يتكلم العربية يعلم عن أحوال ومستقبل بلدنا بأكثر مما نعلم فعلينا أن نترك مناصبنا ونذهب لبيوتنا.
>>>
اقتداء بتلك الحكمة علينا في الخليج ونحن مستهدفون بحملات الأكاذيب ألا نجزع من تقرير يكتبه مغرض هنا، او كتاب يخطه مرتش هناك، فلن يعلم الآخرون عن واقعنا أو مستقبلنا أكثر مما نعلم، وقد رددت في مقال أمس على التهريج الذي أتى في كتاب «بعد الشيوخ، سقوط الأنظمة الخليجية» لمؤلفه كريستيفرسن دايفيدسن، الذي ذكر فيه ان جميع الأنظمة الخليجية ستسقط خلال 2 ـ 4 أعوام، وقد فات عام ونيف على صدور الكتاب ولا يوجد في الأفق ما يدل على صدق تلك التخرصات، وما عليك إلا أن تزور موقعه على التويتر لتعلم بوضوح عدم حياديته وعدم التزامه النهج العلمي في أبحاثه عن المنطقة.
>>>
ونعطي مثالين يدلان على خيبة رؤى الكاتب دايفيدسن أولها ما كتبه في 21/2/2011 إبان الحراك البحريني من ان النظام الملكي في البحرين ساقط لا محالة خلال اسبوعين (!!)، والثاني لقاء مصور له في 20/10/2012 إبان الحراك في شوارع الكويت عرض خلاله صورا لأحجار لعبة «الدومينو» تنبأ فيه «من تاني» بأن يكون سقوط الأنظمة الخليجية القادم سريعا ولا محالة عبر التسلسل التالي: النظام في الكويت ثم البحرين ثم عمان فالسعودية والإمارات وأخيرا قطر، وقد أتت الأحداث اللاحقة لتظهر جهل الكاتب التام بأحوال دولنا ومن الذاهب والباقي فيها.
>>>
آخر محطة: العزاء الحار لآل بودي الكرام في فقيدهم الكبير العم مصطفى جاسم بودي الذي كان من عقلاء وحكماء الكويت ورجال اقتصادها المبرزين، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق