مبارك الهاجري: يا رايح الإرادة … اشلك بالـ …!

البطرة شينة، عندك دستور 62 وتتمتع بحقوق يحسدك عليها الأولون والآخرون من بني يعرب، وإذ بك تنكص على عقبيك، تتحلطم وتتبرم، ورغم هذه النعم التي تقلبت فيها، تذهب بقدميك إلى ساحة الإرادة مطالبا برفع السقف، متبعا خطى القوم، دون أن تعي معنى رفع السقف، فبالله عليك، أي جهل هذا الذي انكب على عقلك!
أترضى أن تكون وقودا لأصحاب الصوت العالي والانجاز الفاضي، فلو تأنيت وشاورت نفسك، ما الذي حداني لأتبع القوم، لديك عقل تفكر به، شاوره ثكلتك أمك، لعله يعيدك إلى جادة الصواب، التي أصبحت أثرا بعد عين، بعدما هجرتها أنت، وسلمت عقلك إلى الضمائر الخاوية في تلك البقعة الغابرة!
ليس كل من توجه براحلته إلى ساحة الإرادة على حق، فهناك مطالب حق يُراد بها باطل، والعكس صحيح، فإن خسرت الغالبية كراسيها، فليس ذنب الناخب أن يتحمل وزر ذلك، فالانتخابات على الأبواب، ومن لديه الرغبة فهذا الميدان، اعرض ما لديك من آراء وأجندة، فإن توافقت مع رأي الشارع، وإلا فلا تتعب نفسك، وإياك ودغدغة المشاعر، كالتهديدات الجوفاء، والاتهامات دون أدلة، أو بينة تعزز ما تدعيه!
* * *
من الذي أعطى الغالبية حق الوصاية، لتزكي نوابها، وتضعهم في قوائم محتكرة عليهم، ودون غيرهم، لخوض الانتخابات المقبلة، مطالبة القبائل والعوائل الكبيرة، في الدائرتين الرابعة والخامسة باعتماد قوائمها، وكأنه أمر ملزم، أو فرض عين، إن صح القول!
لو كان الأمر بيدي، لأجزت الانتخابات الفرعية لفلترة الغوغائية التي تسببت في الدعوة إلى نشر الفوضى وعدم احترام الدستور وقوانين الدولة، وقد حان الوقت للفلترة لتعود الأمور كما كانت في السابق، انضباط، وعقلانية في الطرح وأدب في الحوار واحترام للدستور، ومن لديه مطالب وآراء واقتراحات، عليه أن يطرحها داخل قاعة عبدالله السالم وتحت سقف الدستور وليس فوقه كما يطالب المتكسبون الذين شطح بهم الخيال، حتى وصلوا بمطالبهم إلى طريق لم يسبقهم إليه أحد!
لا ملامة عليهم اليوم، فهم في وقت حرج، والقلق استبد بهم، ولا فكاك منه سوى اللجوء إلى المزيد من الثرثرة، وترويج الإشاعات، ليصلوا إلى كراسيهم الخضراء التي ولت إلى غير رجعة، ولن تعود حتى يعود اللبن إلى الضرع!

twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.