من أحد واجبات المُعلم تدريب “المتعلمين على السلوك الاجتماعي السليم” (المصدر: وثيقة حقوق وواجبات المعلم- الصفحة الرسمية لوزارة التربية). ولكن يحصل أحياناً أن يواجه المعلم ظواهر سلوكية سلبية للغاية داخل الفصل الدراسي, ربما تتطلب تدخلاً مهنياً من المتخصصين في علم النفس التربوي. فكيف يتعامل المعلم مع بعض التصرفات العدائية لأحد الطلبة والذي يبدو لا يستجيب للنصيحة والارشاد? تتطور حالياً في حقل التربية والتعليم العالمي برامج تربوية وتعليمية تستند الى آخر الاكتشافات العلمية حول السلوك الطلابي. فبدلاً من تطبيق اللوائح المدرسية التقليدية على الطالب المشاغب أو المشاكس أو تعنيفه لفظياً أو فصله من المدرسة, يتم معالجة هذا النوع من المشاكل الطلابية بشكل علمي وعملي وإبداعي.
على سبيل المثال, عندما توفر وزارة التربية برامج توعوية متخصصة لمكافحة سلوكيات الشغب وعدم التعاون والتصرفات السلبية ويستفيد منها الطلبة بشكل مباشر, فسوف يتحقق الهدف التعليمي النبيل »تدريب الطلبة على السلوك الاجتماعي السليم«. فليس بالضرورة أن تدل بعض السلوكيات السلبية التي يقدم عليها بعض الطلبة داخل المدرسة عن عدم رغبتهم في التعاون مع معلميهم أو مع الادارة المدرسية, بل ربما يمثل السلوك المشاكس جزءا صغيراً من شيء أكبر مخفي! بمعنى آخر, يواجه بعض الطلبة تحديات أسرية واجتماعية وضغوط نفسية مختلفة تؤدي إلى فقدان بعضهم للمهارات الذاتية للتغلب على المشكلات والتحديات النفسية التي تواجههم داخل وخارج المدرسة. فسلوك الشغب داخل المدرسة ربما يدل على ما هو أكثر تعقيداً. فليس بالضرورة أن يكون الطالب المشاغب يرغب فقط في مضايقة أو إيذاء الآخرين. ولكن ربما يحتاج هذا النوع من الطلبة المشاكسين مزيداً من التفهم والدورات التوعوية والارشاد النفسي الصحيح. فبدلاً من عقاب الطالب وفقاً للوائح الانضباطية »الفصل من المدرسة أو نقله لمدرسة أخرى أو استدعاء ولي أمره« لماذا لا تطرح وزارة التربية ورش عمل مخصصة لطلبة المدارس, تقدم لهم إرشادات ونصائح عملية تدربهم على مهارات ضبط النفس واتخاذ القرارات الصحيحة وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية المختلفة?
لم يعد مقبولاً في عالم اليوم استعمال التعنيف اللفظي مع الطالب المشاكس, أو فصله لبضعة أيام, بل يتطلب التعامل مع المشكلات السلوكية الحادة عند بعض التلاميذ والطلبة إدراكاً دقيقاً للأسباب الحقيقية التي تدفع هذا النوع من الطلبة للإقدام على هذا النوع من الشغب والمشاكسة.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق