إقبال الاحمد: نحتاج جراحاً يده لا ترتجف

31 توصية قدمها صندوق النقد الدولي في بيانه الختامي الى الكويت والمنشور على موقع البنك المركزي، كما نشر في القبس بتاريخ 2 اكتوبر الجاري، لم تلتزم الكويت بأي منها تقريبا، وانها كلها، ان لم يكن معظمها، تكررت من سنة الى اخرى تقريبا، وذلك من اجل ترشيد الانفاق وزيادة الايرادات غير النفطية.

وكما جاء في المقال، الذي علق على هذا التقرير الذي كان وما زال حبرا على ورق لعدم تنفيذ اي من التوصيات، فالعجز قائم منذ فترة وتعاقبت عليه عدة حكومات، الا انه، ومن سوء حظ آخر حكومة، هي الجاني للعواصف التي ستهب عليها، كما حصل بالفعل.

سؤال مهم ومشروع يسأله اصغر مواطن يهمه امر بلاده، لماذا لم تنفذ اي توصية؟ اين المشكلة في التنفيذ؟ ولماذا يقدر الآخرون ونحن لا؟ والف لماذا غيرها.

الحكومة عاجزة عن تنفيذ 76 في المائة من توصيات صندوق النقد الدولي.. وما تم انجازه او في طريقه للانجاز 24 في المائة فقط حسب ما نشر، وهذه التوصيات نفسها يستبدل تاريخها فقط من عام لآخر. الداء معروف عند الجميع والدواء واضح ولا يحتاج اختراعا جديدا.

هل كما قالت القبس في قراءة خاصة لها لهذا البيان، ان الازمة التي تعيشها الكويت اليوم موسى بلعته فعلق في البلعوم، خروجه صعب وبلعه اصعب. هل يحتاج الموضوع الى جراح دقيق يعرف كيف يتعامل مع هذا الموسى، ويضعه في الشكل المناسب ويحركه الى الجهة المناسبة، ومتى وكيف؟

يا حبذا لو احتجبت صور الوزراء على كل المستويات وابتساماتهم التي اصبحت تثيرنا وتنرفزنا، والاكتفاء بزبدة الكلام منهم، او الامتناع عن الكلام ايضا حتى تبدأ عجلة التغيير الجاد بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لعلنا نقرأ ما يزيل همنا ويخفف من نقمتنا.

لم يبق الا ان يشطبنا صندوق النقد الدولي من جداوله، لاننا دولة لا تستحق ان تشرف عليها جهة دولية توجهها لمصلحتها، وهي تصم اذنيها، لكني لا استغرب استمرار الحال سنوات مقبلة اخرى، اذا ما استمرت الحال على ما هي عليه، حتى نقف في مصاف الدول التي تنتظر دورها في المساعدات الدولية.

علينا ان نصحو كلنا، حكومة وشعب، فالموضوع لايقتصر على جهة واحدة فقط. فالجرس حين يدق نسمعه كلنا، ولا يجب ان نصم آذاننا بحجة ان الآخرين هم فقط المعنيون.

نحتاج الى جراح دقيق لا ترتجف يداه، وهو يسحب الموسى من البلعوم.
اقبال الاحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.