المنتدى العربي للبيئة: 60 مليون عربي لا يحصلون على الكهرباء نتيجة الهدر

حذّر تقرير «الطاقة المستدامة في البلدان العربية»، الذي أطلقه أخيرا المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، من أن نحو 60 مليون عربي لا يحصلون على خدمات طاقة حديثة، وبشكل خاص الكهرباء، رغم أن كثافة استهلاك الطاقة في المنطقة العربية تعتبر الأعلى عالميا، لافتا الى أن المنطقة العربية، بخلاف الكثير من مناطق العالم، تنعم بوفرة مصادر الطاقة النظيفة المتجدّدة، وعلى رأسها الشمس والرياح.

شدّد التقرير على امكانية تخفيض استهلاك الطاقة إلى النصف في المنطقة العربية، مع الحفاظ على مستويات الإنتاج نفسها، عن طريق تحسين الكفاءة فقط، والتنسيق والتعاون الإقليمي في إنتاج الطاقة وتوزيعها، مبينا ان البلدان العربية يمكنها أن تكون عضواً رائداً في مجتمع الطاقة النظيفة العالمي، اذا التزمت بسياسات واستثمارات ملائمة، تتمكن من خلالها من خلق فرص عمل حقيقية لمواطنيها، وتصدير الطاقة المتجددة، إضافة الى النفط والغاز.

من جهة اخرى، أشار التقرير إلى أن الدعم غير المنضبط للوقود التقليدي ولأسعار الكهرباء في بعض الدول العربية، والذي يصل إلى %95 أحياناً، يمنع التطوير الواسع النطاق للطاقة المتجددة ولا يشجع استثمارات القطاع الخاص، كما يحول دون تحسين كفاءة الطاقة التي يبلغ معدلها في المنطقة العربية أقل من %50.

ودعا التقرير الى ضرورة إعادة النظر في سياسات دعم أسعار الطاقة وإصلاح سياسات التسعير، من أجل تحفيز الانتشار السريع للكفاءة، والاستخدامات المثلى للطاقة وتقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال تنفيذ الإطار الاسترشادي العربي لكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها المعتمد عام 2010، كذلك نشر الوعي وتقديم الحوافز لتشجيع اعتماد تكنولوجيات وممارسات كفاءة الطاقة.

القبس غطت فعاليات المؤتمر الذي عقد في الشارقة على مدى يومي 28 و29 اكتوبر الفائت، وجاءت بالتفاصيل التالية:

يقول امين عام منتدى البيئة والتنمية العربية نجيب صعب ان الكويت لم تكن غائبة ابدا عن اعداد تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية لعام 2013، لافتا الى ان رئيس اللجنة التنفيذية في المنتدى د. عبدالرحمن العوضي يعتبر من بين المشرفين الاربعة على اعداد تقرير «أفد»، في حين تعتبر مشاركة مدير مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د. عدنان شهاب الدين كمحرر مشارك بفصل الطاقة النووية الذي شمله التقرير مشاركة رئيسية.

ولفت صعب الى ان الكويت كانت اول بلد عربي بدأ بتوطين الطاقة البديلة خلال أواخر القرن الماضي، من خلال تجربة الطاقة الشمسية، مشيراً الى ان المشكلة في تراجع الكويت عن هذا التوجه هي رصد الكثير من الميزانيات للبحث العلمي الجدي، لكن من دون تنفيذ مخرجاته على ارض الواقع، ملمحا الى ان ابرز مقومات تحقيق كفاءة الطاقة هو تحديد سعر معين لهذه الخدمات، مشيدا بتوجه امارة دبي اخيرا نحو فرض تغييرات باسعار الطاقة، مما ادى الى احداث فرق كبير بكميات الطاقة المستهلكة.

مشاركة

وبدأ المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، فعالياته في الشارقة خلال يومي 28 و29 اكتوبر الفائت في مقر الجامعة الأميركية بالشارقة تحت رعاية وحضور عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، وبمشاركة نحو 800 مسؤول واختصاصي من 52 دولة عربية وأجنبية، ممثلين عن الحكومات والقطاع العام والشركات والجامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات الإقليمية والدولية، إضافة إلى ممثلي 80 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية.

واستعرض رئيس مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية د. عدنان بدران خلال الجلسة الافتتاحية، أبرز ما جاء في تقرير المنتدى عن الطاقة، لافتا الى ان تحلية المياه أو استخراج المياه الجوفية تستهلك 50% من إجمالي الطاقة في بعض البلدان العربية، رغم أن كفاءة الري في المنطقة العربية ككل لا تتعدى 40%، مضيفا ان معدل كفاءة الطاقة يعتبر أقل من 50%، واصفا الدعم غير المقيد للطاقة والمياه، الذي يصل إلى 95% بانه العقبة الرئيسية أمام تحقيق نتائج ملموسة في كفاءة استهلاك الطاقة والمياه.

سياسات

وأشار بدران إلى أن بلداناً عربية كثيرة أعلنت عن مشاريع وسياسات لاستغلال وفرة الطاقة المتجددة في المنطقة، حيث بلغ مجموع الاستثمارات الجديدة في هذا القطاع عام 2012 نحو 1.9 مليار دولار، ما يوازي 6 أضعاف مجموع الاستثمارات خلال عام 2004، مضيفا: إذا كان تخفيض الانبعاثات الكربونية هو التحدي الرئيسي الذي يواجه حرق الوقود، فإن السلامة والأمن والتخزين الدائم للنفايات المشعة هي التحديات التي تواجه خيار الطاقة النووية.

تنمية

بدوره، تحدث المدير العام لصندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) عضو لجنة الأمم المتحدة الرفيعة المستوى بشأن الطاقة المستدامة للجميع سليمان الحربش، عن استخدام دخل البترول لتحقيق التنمية المستدامة في الدول المنتجة ودعم الدول النامية لهذا الهدف أيضاً، باعتبار أن المسؤولية مشتركة، مؤكدا أهمية محاربة فقر الطاقة مع المحافظة على المعايير البيئية في آنٍ واحد.

استهلاك

من جانبها، قالت الطالبة الكويتية بجامعة الخليج العربي – ماجستير علوم البيئة، فضة المسلم إنها شاركت بورشة عمل نظمها منتدى البيئة والتنمية على هامش المؤتمر تحت عنوان «قادة المستقبل البيئيين الشباب»، شارك فيها طلاب من 26 جامعة عربية، مضيفة ان الورشة ناقشت ظاهرة التغير المناخي وعلاقته مع المياه والغذاء، لافتة الى انها عرضت على المشاركين بالورشة مشكلة استهلاك الطاقة القائمة التي تعاني منها الكويت، وما يتم استهلاكه من وقود احفوري يلوث البيئة ويسهم في تغير المناخ.

واكدت المسلم قصور جهات الدولة في البلاد، تجاه تطبيق مشاريع الطاقة النظيفة التي تعتبر الخيار الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والتقليل من الملوثات.

الطاقة البديلة ومستقبل النفط والغاز

تناولت الجلسة الأولى لمؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية سبل التحول إلى الطاقة المستدامة وتحديات تغيّر المناخ في البلدان العربية، في حين خُصصت الجلسة الثانية لموضوع «الطاقة في خدمة التنمية المستدامة»، وذلك في ضوء تجربة صندوق الأوبك لتنمية الدولية (أوفيد)، بينما تناولت الجلسة الثالثة موضوع الطاقة والمياه ومبادرات المستقبل، أما الجلسة الرابعة فكانت حول الطاقة المتجددة والطاقة النووية وكفاءة الطاقة.

جلسات اليوم الثاني

استهل المؤتمر أعماله لليوم الثاني من خلال عقد بعض الجلسات النقاشية التي تناولت ملفات بيئية عدة، ابرزها: مستقبل النفط والغاز وأثر النفط والغاز الصخريين في الأسواق والاعتبارات البيئية في هذا المجال، تمويل الطاقة المستدامة والشراكة بين القطاعين العام والخاص، مبادرات الاستدامة من أجل إدارة أكفأ للموارد، وسياسات الطاقة المستدامة في دول الخليج، بالتعاون مع «الإسكوا».

فيلم وثائقي عن طاقة المستقبل

تخلل مؤتمر البيئة والتنمية عرض فيلم وثائقي أنتجه المنتدى العربي للبيئة والتنمية تحت عنوان «طاقة تضيء المستقبل»، كما ألقى تلاميذ مدارس «أمسي» في الإمارات تعهداً شبابياً بيئياً لأجل المستقبل.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.