فاجأنا النائب المحترم رياض العدساني باستعجاله في تقديم استجوابه إلى رئيس الحكومة! حيث جاء قبل بدء العمل البرلماني، وهنا دليل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن النائب العدساني كان يضمر استجوابه هذا من زمن، وليس للتو، كيف لا؟ وقد قدمه قبل بدء العمل البرلماني، والأمر الآخر أنه عرض ورقات استجوابه عبر 19 صفحة، نشرها في ملف خاص بحسابه في موقع «تويتر»، فور إعلانه عن تقديم استجوابه.
كنت أشيد بدور وأداء النائب المحترم رياض العدساني، وما زلت. وأمر هذا المقال لا يتعلق مباشرة في استجواب شخص جابر المبارك، بقدر ما هو متعلق في الاستجواب ذاته ومحاوره ونقاطه، حيث ان الاستجواب لم يبق ولم يذر أي مشكلة في دولة الكويت منذ نشأتها وحتى هذا اليوم! ولم يترك النائب رياض العدساني لا شاردة ولا واردة من مشكلات البلد إلا أدخلها في ورقات استجوابه! حتى أنني بعد أن قرأت ورقاته الـ 19، تذكرت ذلك الدواء الذي يسمونه أهل البادية بـ (المردود)، حيث تصنعه بعض الجدات من مجموعة أعشاب كثيرة ومختلفة ويابسة، بعضها مخصص للمعدة، وبعضها لوجع الرأس، وبعضها للأعصاب، وبعضها للعين، وبعضها للعظام، تُطحن معاً ثم تلتهم مع الماء! وسأضع لكم المحاور والنقاط التي جاءت في ورقات استجواب النائب رياض العدساني، وأوصيكم بأن تنتبهوا لها جيداً، حتى تدركوا أنها فعلاً توليفة غريبة عجيبة!
المحور الأول: الأزمة الإسكانية وارتفاع أسعار الأراضي: المشاريع السكنية المعطلة.
المحور الثاني: تراجع مستوى البلد وارتفاع مؤشر الفساد: تدهور الرعاية الصحية، الأغذية المسرطنة والفاسدة وأسباب ارتفاع نسبة السرطان بالكويت، تدهور التربية العام وغلاء التعليم في القطاع الخاص، فشل خطة التنمية، ارتفاع نسبة البطالة والمسرحين من القطاع الخاص وعرقلة الشباب في إنشاء الأعمال، غلاء الأسعار وعدم تفعيل قانون جهاز حماية المنافسة كسر الاحتكار، تجاوزات محطة الزور الشمالية، الشركات الوهمية وتجارة الإقامات، تعطيل افتتاح استاد جابر الدولي، انحدار الخطوط الجوية الكويتية وتراكم الخسائر، مطار الكويت الدولي، خسائر في استثمارات الاحتياطي العام والأجيال القادمة، خسائر التأمينات الاجتماعية وانخفاض الإيرادات، إبطال مجلس الأمة وآثاره، غرامة داو كيميكال. كم كنت أتمنى أن يكون استجواب النائب المحترم رياض العدساني استجواباً واضحاً بموضوعه، دقيقاً في نقاط محاوره، لا فضفاضاً في موضوعه ولا شاسعاً في نقاطه، حتى يكون استجوباً نافعاً، من السهل حصر مشكلاته والوقوف عليها ثم معالجتها وإنهاء وجودها من هذا البلد الكريم.
أظن أن رياض العدساني استعجل جداً في تقديم (مردوده)، وليته تركد قليلاً ودرس الموضوع بشكل عميق مع أهل الخبرة الصادقين المؤتمنين في هذا المجال.
Twitter: @alrawie
roo7.net@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق