كل من عرفها أدرك شهامتها وكرمها وشجاعتها، لم يغادر الحنان قلبها رغم قسوة الأيام عليها، عاشت الشقاء والكد والخوف والغربة منذ أن وجدت نفسها مع أخواتها في الشارع بعد هروب أمها مع عشيقها إلى دولة أخرى، الأمر الذي أوقع الأب في حفرة القنوط والمرض حتى فارق الحياة تاركا بناته للقدر عاشت طفولة صعبة صقلت شخصيتها ولم تكسرها، تسولت وعملت في علب الليل لتجمع قليلا من المال دفعته لتتعلم فنون التجميل.
بعد عناء وصلت إلى احدى الدول الخليجية لتعمل في صالون التجميل فاعتدلت أحوالها ولم تتبدل شخصيتها، قدمت العون لكل امرأة مغتربة تطلب عونها سواء بالمال أو النصح أو الإيواء، أخذت «أمينة» كامل نصيبها من اسمها فحملت الأمانات للأصدقاء والمعارف في موطنها وكانت تقطع المسافات الطويلة لتسليم أمانة تحملها من شخص إلى آخر، لا ترد مستغيثا بها، وفي إجازتها الأخيرة التي كانت تمضيها في موطنها المغاربي سمعت قصة الطفل الذي يرغب جده في تهريبه إلى إيطاليا ليلحق بذويه فلم تتردد.
اتفقت مع عصابة لتهريب اللاجئين إلى أوروبا عبر المتوسط لتتمكن من توصيل الطفل ثم تعود من هناك إلى عملها في الخليج، وقبالة الشواطئ الإيطالية غرق المركب بسبب الأمواج العالية، فسبحت أمينة وهي تمسك بالطفل (الأمانة) حتى بلغت دورية بحرية إيطالية انتشلتهما وتم نقلهما إلى أحد المشافي حيث وصل والد الطفل ليتسلمه حيا يرزق.. وبقي جثمان أمينة ينتظر.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق