راتبه لا يتعدى الـ1000 دينار مع الحوافز والبدلات والكادر والمكافآت وبدل الإيجار، يطير ربعه كقسط شهري مستحق لسيارته وقرض اخر، وربعه الاخر التزامات شهرية ثابتة منها إيجار منزله، والنصف المتبقي يجد طريقه للنفاذ قبل ان يحل منتصف الشهر، حاله حال غالبية كل الكويتيين او بالأصح حاله حال غالبية الكويتيين والوافدين، الذين يعيشون شهريا قصة طيران الراتب قبل اليوم العاشر منه، القصة التي تتكرر مع اكثر من مليون بني آدم شهريا، حتى تكاد تكون او انها فعلا اشهر قصة كويتية على مر التاريخ.
قبل شهرين تلقى اتصالا يبلغه بأنه فاز بالجائزة الكبرى في أحد السحوبات والبالغة قيمتها نصف مليون دينار كويتي.
تفاصيل الفوز وكيف تلقى الخبر لا تهم، اشترى منزلا بمبلغ 380 ألف دينار، وسدد قرضه و«كيش سيارته» بمبلغ 35 الف دينار، وتبقى معه 85 ألف دينار.
ولا شك ان أحواله المالية تبدلت 180 درجة الى الافضل، ولكن مغزى قصة الرجل الذي التقيته مصادفة في مقهى احد الفنادق وروى لي تفاصيل حكاية فوزه غير المتوقع بذلك المبلغ الخيالي، إثبات حي وعملي للحكومة انه وحتى تحصل كمواطن على منزل لك في الكويت وتسدد التزاماتك من قسط سيارة وقروض فانت بحاجة الى مالا يقل عن نصف مليون دينار كاش، وكل ذلك ليس بسبب سوء تصرفنا كمواطنين لميزانيتنا الشهرية بسبب الثقافة الاستهلاكية التي دائما ما يتهمنا بها أباطرة الاقتصاد في البلد، لأن كل ما نحن فيه من حالة غرق مالية سببها ضعف الرقابة الحكومية التي ادت الى مشكلات مالية ابتداء من القروض مرورا بالايجارات التي تعدت المعقول وانتهاء بغلاء الأسعار المصطنع.
متوسط دخل الكويتي سنويا 20 الف دينار، وعليه ان يعمل 20 عاما دون ان يأكل او يشرب او يتنفس ليجمع ثمن منزل مضافا اليه الـ 70 ألفا التي تمنحها له الحكومة.
تطالبنا الحكومة دائما وعبر أباطرة ومنظري الاقتصاد المتفلسفين بان نتخلى عن الثقافة الاستهلاكية وان «نحسن» تدبير ميزانيتنا الشهرية حتى نتمكن من التخلص من النمط الاستهلاكي، وهي الحكومة ذاتها التي عجزت وعلى مدار 20 عاما من ان تدير اي من ميزانياتها السنوية بشكل قانوني سليم.
توضيح الواضح: أقول للحكومة «سنعوا» ميزانيتكم بالأول وبعدين تعالوا طالبوا المواطن «يسنع» ميزانيته.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق