رغم صعوبة الأزمة الإسكانية وتزايد الطلبات الإسكانية المتراكمة وزيادة أسعار الأراضي والعقارات إلى أرقام فلكية تعيدنا إلى أسعار فورة المناخ في المناطق الداخلية.. وأكثر منها بكثير في المناطق الأخرى، إلا أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وحسبما رصدت سيكون قادراً على الدفاع عن نفسه وحكومته تجاه هذا المحور في استجواب النائب رياض العدساني، حيث يمكن وبسهولة وبالأرقام – وفق مصادر حكومية – ان يثبت الشيخ جابر المبارك أنه وعلى الرغم من كل ما فات ذكره فإن حكوماته هي التي قدمت أكبر الحلول وقامت بتوزيع وستوزع الكثير من البيوت والاراضي بما يدحض عنه تهمة هذا المحور، لكن ربما يكون على سموه وعلى حكومته بذل المزيد من الجهود والعمل لتحقيق انجازات اكثر على ارض الواقع.
مدينة صباح الاحمد الواقعة على طريق (ميناء عبدالله/ الوفرة) القديم هي فكرة جميلة ورائعة خصوصا في جانب تعويض المواطنين ممن قبلوا السكن بعيدا عن المناطق المعتادة والمتعارف عليها حيث تم تسكينهم اراضي وبيوتا مساحتها 600 متر مربع، وهي مساحة مريحة للبناء والسكن في بيت العمر وتعويضهم عن طول المسافة بينهم وبين المناطق الاخرى المأهولة بالسكان.
تلك المدينة السكنية التي تحوي نحو 10 آلاف منزل على الاقل سيسكنها ما لا يقل عن 50 الف نسمة اذا افترضنا ان الاسرة الواحدة قوامها اب وام وثلاثة ابناء، والعدد سيزيد عن ذلك اذا احتسبنا الخدم والسواق الذين يفترض انهم ثلاثة ايضا في كل بيت، وبالتالي فنحن نتحدث عن 80 الف نسمة في البيوت عدا عن العاملين في الجمعيات ومحطات البنزين وباقي مرافق الخدمات.
لكن هذه المدينة التي باتت جاهزة للسكن وتستعد لاستقبال عشرات الآلاف تعاني من ازمة كبيرة في الشارع الاساسي المؤدي لها. فهو شارع من حارتين ذهابا وحارتين مجيئا باتجاه طريق الملك فهد السريع، وهذا الشارع بحكم عدد مرتاديه من اهالي البيوت والمتجهين الى الوفرة ناهيك عن الكم الهائل من سيارات النقل وخلاطات الاسمنت التي تجوبه وتقطعه جيئة وذهابا صار مركزا يوميا للحوادث الخطرة وانقلاب السيارات والشاحنات وربما لا يمر يوم أو يومان الا ويشهد حادثا خطيرا.
اضف الى ما سبق، ان المخرج الى طريق الملك فهد كارثي بمعنى الكلمة حيث يوميا تغادر المدينة مئات الشاحنات ومئات السيارات وكلها تلتقي في وقت واحد مساء على الجسر الذي يتقاطع مع طريق الملك فهد من الاعلى ليتجه المرء بسيارته نحو العاصمة، وهنا تقع الكارثة.. حيث يضيق الشارع الضيق اصلا ويتحول الى حارة واحدة للانعطاف بينما الراغبون في الانعطاف كثيرون، ويختنق المكان وتصعد السيارات الارصفة ويتورط العابرون عندما تتحول الاشارة الضوئية الى اللون الاحمر وهم ما زالوا في التقاطع.
هذا المشهد لمن لا يصدقه هو مشهد يومي، ويكفي للتأكد ودراسته ان يتم وضع سيارات ترصد ما يجري عليه وعلى الشارع يوميا.
والسؤال: ألا يرى أحد من المسؤولين ذلك؟ .. ألم يستشعر احد من المسؤولين ضرورة حل المشكلة قبل ان تسكن المدينه ويتحول اختناق المئات من السيارات الى اختناق كبير تشارك فيه آلاف السيارات؟
اتمنى على الحكومة – أن تكمل معروفها – وتجد حلاً فورياً لهذا الشارع وهذا المخرج قبل أن يسكن أهل المدينة منازلهم ويختنقوا.. وتتحول النعمة الى نقمة.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق