وليد الجاسم: حامل الهوية رقم 10

كلما فقدنا عضواً من أعضاء «كويت الزمن الجميل».. نحزن حزناً مضاعفاً، حزناً على الراحل نفسه بعدما نفقده ونترحّم عليه داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وفضله، وحزناً آخر لأن كل روح من تلك الأرواح الجميلة التي عاشت الزمن الجميل عندما تغادر دنيانا الفانية إنما نبتعد مع رحيلها أكثر وأكثر عن كويت الزمن الجميل..
كويت الخمسينات والستينات تلك الفترة التي كانت أكثر تميّزاً وقفزاً ونهوضاً وإبداعاً مع ذلك الرعيل المؤسس للدولة الكويتية المدنية الحديثة.
مع كل وفاة ورحيل لأحد أبناء تلك السنين الجميلة يباغتنا الحزن مشوباً بمشاعر اليأس من أن نتمكن من إعادة تلك الأيام في «كويت الحاضر».. وهي كويت جميلة أيضاً – رغم الكثير من العيوب والمشاكل والتخلف – .. لكنها لا تضاهي تلك الأيام.
رحم الله أستاذ الشاشة الإخبارية الكويتية صاحب الخامة الصوتية المتميزة والقدرات المرتفعة لغوياً أحمد عبدالعال الذي بفقده فقدنا إعلامياً مميزاً رصيناً ومحترماً.. إعلامياً لم يعرف الردح ولم يمارسه.. بل علم الكثير من أبناء الكويت والمقيمين في الكويت الذين أسسوا معه الإذاعة والتلفزيون، والذين عملوا معه لاحقاً في سنوات عمله الطويلة التي امتدت منذ 1959 عندما حمل الهوية رقم «10» في إذاعة الكويت – كما نشرت «الوطن»، عنه أمس – واستمر عطاؤه حتى وقع الغزو العراقي الغاشم الآثم.. ومع ذلك لم يرحل من الكويت وصمد فيها حتى أشرقت شمس التحرير وسطعت على سماء الكويت ليعود الى شاشته وشاشتنا ليعلن فيها من جديد.. هنا الكويت.
لا أنسى أبداً تلك الليلة الجميلة التي حلّ فيها الراحل أحمد عبدالعال ضيفاً مميزاً على برنامج (تو الليل) في تلفزيون «الوطن»، ثم صعد الى استوديو الأخبار وأذاع النشرة الإخبارية من شاشة «الوطن». كم أفخر بذلك اليوم.. وكم يحق لتلفزيون الكويت الحبيب والمتميز أن يفخر بهؤلاء العمالقة الذين تخرجوا منه على مرّ تلك السنين.
رحم الله الفقيد الأستاذ أحمد عبدالعال.. وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أهله وأصحابه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.. {إنا لله وإنا إليه راجعون}.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.