يتسم الجو السياسي في الكويت بظواهر متفردة عن العالم الخارجي، واهم هذه المظاهر ان الحراك السياسي هو نتاج جهود فردية تخضع لأهواء وأمزجة بعض من قادتها، وان حراكها هو حراك موسمي، ويتجدد هذا النشاط مع وجود احداث سياسية، وقد يكون مجلس الامة الكويتي احد اهم النشاط السياسي كمسرح سياسي تسلط عليه الاضواء الاعلامية وترصده الاجهزة الخارجية، لذلك تنبع اهميته وطروحاته ومشاريع نوابه.
الحراك السياسي الذي اتحدث عنه ليس ما سمي بـ«الحراك الشبابي» خلال الفترة الماضية، الحراك السياسي هو رصد لردود واصداء الجماعات السياسية في الكويت التي، وللاسف، غير قادرة على تنظيم ذاتها لوضع تصورات للمرحلة الحالية، فتجد هنالك من يروج للحكومة المنتخبة كشعار من دون التعريف بالخطوات اللازمة لمثل هذا الشعار، او عدم وضوح اي مطالب لتعديلات دستورية او حتى قانونية للنظام الانتخابي وما يترتب عليه من اصلاح، الحراك الموسمي هو اشبه برفع العتب عن العمل السياسي، والاعتذار عن عدم وجود خطة ومطالب شاملة للنهوض بالوضع اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، والاكتفاء بالبيانات المدججة بالكلام النظري وبعض الانشطة كالندوات، وهي تنشط في مواسم العمل وتخبو في مواسم الاجازات!؟.
لذلك سيكون العمل السياسي محصورا في الجانب النيابي والتحضير للانتخابات، وهو امر ادركته الحكومات المتعاقبة، الحراك الموسمي ليس فقط ظاهرة في العمل السياسي، ولكنه ايضا مرتبط بالاحداث الخارجية، وما يحدث في الخارج قد يكون خارج اطار وسياق الاحداث الداخلية، فهل ستؤجل الاحداث اي اصلاحات او تحركات، ام ننتظر ردود الافعال من الخارج؟ لذلك سيظل مجلس الامة هو المحرك للاحداث الداخلية، وكذلك ما تقدمه الحكومة من مشاريع او سقطات. وغير هذا الكلام سيكون نقشا في الهواء وكلام مرسلا يصلح للانشاء ودروس التعبير.
د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق