يبدو أن عين شخص ما تلاحقني في كل مهمات العمل التي أقوم بها خارج البلاد، وعين هذا الشخص «سرها باتع» كما يقول إخواننا المصريون، فلا أسافر في مهمة عمل إلا وأفقد شيئا ما. في سفرتي إلى الهند بداية العام ضاعت حقيبتي عبر رحلة الخطوط الجوية الكويتية، وقضيت أسبوعا كاملا في بلاد العجائب بحقيبة الظهر التي تحمل كاميراتي، ولم تعد حقيبتي حتى يومنا هذا، وفي سفرتي إلى مملكة البحرين اختفى اللاب توب الخاص بي دون أن يترك أثرا بل دون أن أعرف كيف أو أين اختفى، أما في مهمة سفري الى الولايات المتحدة الأميركية فقد فقدت محفظتي، وفي رحلتي إلى القاهرة تم قفل بطاقتي البنكية ويومها لم يكن معي سوى 100 جنيه فقط، وجميع البنوك وبمناسبة الوقفة وعيد الأضحى كانت مقفلة، ولولا لجوئي لصديق في القاهرة استدنت منه لكنت مارست مهنة التسول حتى تفتح أفرع البنوك أبوابها، وآخر المواقف ولا أعتقد أنه الأخير في مهمة عملي لتغطية مؤتمر مؤسسة جائزة البابطين وعند عودتي ضاع جواز سفري الذي يحمل تأشيرات صالحة لسنوات إلى كل من أميركا والهند وأوروبا.
وبهذه الحادثة الأخيرة اقتنعت بل أيقنت وبصمت بالعشرة أن شخصا ما وضع عينه «الحارة» على كل مهام العمل التي أسافر فيها إلى خارج البلاد.
> > >
لا أعرف من هو هذا الشخص الذي سلط عينه «الحارة» على كل ما يتعلق بمهام عملي، ولكن، يعلم الله أنني لا أريد منه سوى شيئين، أولا: ان يكف عني شر عينه، ثانيا وهو الأهم إذا كانت عينه بهذه «الفعالية» فأتمنى منه توجيهها للحكومة و«يفركشها» ويخلصنا منها، خاصة أن الاستجوابات لم تعد تجدي نفعا مع الحكومة رغم كل أخطائها، وعثراتها.
> > >
الحكومة ومع هذا المجلس ستعبر أي استجواب خارج حسابات المنطق السياسية، فالحكم أولا وثانيا وثالثا وأخيرا سيكون حكمه في يد التحالفات، وهي التحالفات التي اتضحت معالمها في جلسة شطب الاستجواب.
سنقول مع من يقول انه يجب علينا أن ننتظر الحكومة لتنجز قبل أن نطلب تقديم استجواب واحد، كاست جواب العدواني، ولكن فيما يبدو والظاهر أن الحكومة ولا التي سبقتها بل ولا حتى الحكومات العشر التي سبقتها كانت تريد إنجاز شيء لأنها انشغلت منذ 2006 وحتى الآن بالصراعات السياسية، الصراعات التي لاتزال وقائع حربها مستمرة حتى اليوم، والصراعات وحدها وليست الاستجوابات هي السبب الرئيسي والوحيد لتعطيل التنمية في البلد، الاستجوابات لا تعطل التنمية ولا تعترض طريقها، ولكن صراعاتكم السياسية، هي السبب الرئيس لتعطيل التنمية وجعل البلد مشلولا وسيظل مشلولا ما دامت الصراعات حية.
> > >
من الخطأ أن نحمل مسؤولية تعطل التنمية للمجلس واستجوابات أعضائه، ومن الخطأ أيضا على ذات السياق ان نحملها للحكومة، فالخطأ أولا وأخيرا يقع على الصراعات، ونحن الشعب وليس غيرنا من يدفع فاتورة تلك الصراعات دون رغبة منا.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق