النقابات في كل دول العالم بما فيها الدول العربية تكون نقابات حقيقية بمفهومها العلمي، وتُطبق ما عليها من واجبات، وتسعى سعياً حثيثاً من أجل إقرار مصالح العُمال الذين ينتمون إليها، وكذلك تكون مجالس إداراتها متعاقبة وفق القانون الانتخابي الخاص بالنقابات، هذا في دول العالم، أما عندنا في الكويت فبعض النقابات تذكرني تماماً بالقصة العالمية (أليس في بلاد العجائب)، التي ألّفها الكاتب الإنكليزي لويس كارول عالم الرياضيات في عام 1865م، وهي قصة تعتمد أحداثها على أشياء عجيبة وغير منطقية، بطلتها فتاة اسمها أليس تقع في جحر أرنب يؤدي بها إلى حياة جديدة غريبة جداً.
ونقابات الكويت غريبة وعجيبة كقصة أليس في بلاد العجائب، حيث لديها ممارسات غير منطقية ولا ترضي أحداً ذا عقل ومروءة، منها أنها تصنع قوانين مضحكة غير مقبولة من أجل مصالح ثلة قليلة يجلسون على كراسي مجلس الإدارة. فبعض كراسي مجالس الإدارات النقابية نظامها وراثي! يتوارثه الأشخاص بينهم بحسب المصلحة، سواء كانت المصلحة قبلية أو عائلية أو طائفية، ويسبق هذا التوريث تحركات مدروسة ودقيقة وطويلة لكي تصل لهدفها المشؤوم. ومن الأشياء العجيبة والمضحكة أن الذي يريد ترشيح نفسه لعضوية مجلس إدارة النقابات، عليه أن يدخل دورتين! دورة قيادية ودورة ثقافية! والأعجب من أمر هاتين الدورتين المضحكتين أن الإعلان عنهما يكون بالخش والدس! والمضحك أكثر من هذا كله إلى حد الاستلقاء على الظهر أن معظم أعضاء مجالس إدارات النقابات الجالسين الآن على كراسيهم لم يدخلوا هاتين الدورتين ولا يعرفون عنهما شيئاً! وعندما يُراد الاجتماع بمجلس إدارة النقابة من قِبل أعضائها المنتسبين لعقد جمعية عمومية غير عادية، لمناقشتها ومحاورتها في أمر خطأ محدد متعلّق بمجلس الإدارة لصالح عموم الأعضاء، يشترط لذلك أن يتقدم شخصياً نصف عدد أعضائها المنتسبين لها، بطلب مكتوب ويُسلّم إلى سكرتير النقابة. أي أن لو كان مثلاً عدد أعضاء النقابة المنتسبين لها 6000 شخص، لابد أن يتقدم منهم 3000 شخص، كل شخص منهم يُقدم كتابا شخصيا يطلب فيه عقد جمعية عمومية غير عادية! فبالله عليكم هل هذا يُعقل؟! هل هذا منطقي؟! ألم أقل لكم انهم يشبهون قصة أليس في بلاد العجائب!
للأسف لقد تم تشويه صورة العمل النقابي في الكويت بسبب الممارسات الجشعة وغير المنطقية من بعض أعضاء مجالس النقابات، خصوصا وإن تذكرنا أن العمل النقابي عمل تطوعي، لمساعدة العمال الموظفين، والوقوف معهم في حال تعرضهم لأي مشكلة تؤدي لإلحاق الضرر بهم. والمضحك كذلك سكوت وزارة الشؤون الاجتماعية عن كل ما يدور في هذه النقابات، وكأن الأمر لا يعنيها أبداً.
في نهاية المقال، ما ذكرته لكم هي نقاط قليلة في بحر مساوئ النقابات، لذا أتوجه نحو سموّ رئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك، في أن يلتفت إلى الفساد النتن الذي أصاب النقابات الكويتية، وأن يتدخل تدخلاً كريماً في سن قوانين جميلة تُغلّف العمل النقابي الذي بات مهزلة على حساب مصلحة الوطن والموظفين الكويتيين.
حسين الراوي
roo7.net@gmail.com
@alrawie :Twitter
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق