لا أعلم ما ستحمله الأيام القادمة من أحداث وتفاصيل ومستجدات على الساحة، وفي أي اتجاه سيكون رأيي حينئذ.
ما أعرفه جيداً هو أن البعض سيحاول في المستقبل القريب، أو البعيد، أن يكيف موقفي اليوم حسبما يريد ويشتهي، بل قد يحمّلني ومن يتخذ نفس موقفي أخطاء الغير لغاية في نفسه، كما حدث مع موقف الرصاصات الخمس من كتلة العمل الوطني في نوفمبر الماضي.
فقد تعمد البعض أن يصور ما سمي “الرصاصات الخمس” بأنه سبب تشكيل مجلس فبراير الماضي، وما حمله ذاك المجلس من تطرف وإقصاء وتعدٍّ على الدستور، متناسياً أن ذلك المجلس هو نتاج تخبط الحكومة السابقة والاختيار السيئ للناس.
لكي لا يتكرر اللوم أكتب وأؤرخ بأن مَن تدخل في اختيار الشعب لممثليه هو الحكومة لا أنا، وأنّ مَن وعد بعدم مس الدوائر والأصوات، إن حصّنتها المحكمة الدستورية، هو الحكومة لا أنا، وأن مَن احتضن التيارات الإقصائية طوال العقود الماضية حتى تغلغلت بين نفوس الناس، هو الحكومة لا أنا.
لقد التزمت بالمبدأ دون النظر إلى من يؤيد موقفي اليوم، فالمتلوّن سيتغير حسب مصالحه وسأبقى أنا، ولن أكون مسؤولاً عن تخبطه أو طرق احتجاجه ورفضه، فهو لا يعنيني أبداً. لقد رفضت اليوم أن تحدد لي الحكومة كيف اختار من يراقبها، وغيري قبِل ذلك لأسبابه الخاصة، سواء كانت كرهاً في مجموعة من النواب السيئين، أو لأنه يجد في المسألة مصلحة شخصية، أو لأنه يقبل ببساطة أن تتحكم الحكومة فيه.
وبالمناسبة، وقبل الختام، ولمن يعتقد حقاً أن الحكومة تنشد تقويم الاعوجاج الذي صنعته التيارات الدينية، ما مبرر رقابة الحكومة اليوم على الفكر بمعرض الكتاب في غياب تيارات الإسلام السياسي؟
التخلف والحجر منهج حكومي بمعية الإقصائيين أو من دونهم.
قد لا يكون المقال ذا قيمة اليوم لأن الجميع يعيش الحدث، ولكنه حتماً سيكون ذا أثر حينما تغيب الحقيقة قريباً عن البعض، فيحمّل غير المسؤولين المسؤولية، لذلك اليوم القريب أكتب وأوثق وأؤكد أن المبدأ لا يعرف التلون بل هو ثابت لا يتغير بتغير ما حوله.
خارج نطاق التغطية:
يقيم التيار الوطني المدني المؤمن بالدستور (المنبر والتحالف) مهرجاناً خطابياً بعنوان “ما بعد الأول من ديسمبر” بمشاركة ناشطين ونواب سابقين، في تمام السابعة من مساء اليوم بمقر التحالف بالنزهة.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق