يتحاشى صاحب التفكير الفوضوي تحمل مسؤولية سلوكياته وتصرفاته فيرفض إيفاء التزاماته الاجتماعية تجاه مواطنيه, وتجاه البيئة الانسانية التي يعيش فيها. فالتفكير الفوضوي يستند الى اعتباطية المعايير السلوكية والتصرفات الفردية ما سيؤدي إلى شيوع إهمال الالتزام الفردي والمجتمعي. فالعقل الفوضوي يتحاشى الايفاء بمسؤولياته المجتمعية تجاه كل ما هو خارج صندوقه الأناني المغلق, فيرفض الالتزام لانه يرغب فقط العيش في بيئة فوضوية يستطيع من خلالها تحقيق مصالحه الشخصية الضيقة, من دون رقيب أو حسيب.
سمات الفوضوي:
أناني للغاية, ويسعى غالب الوقت الى تحقيق مصالحه الشخصية الضيقة من دون مراعاة لحقوق الناس الآخرين.
يعتقد صاحب العقل الفوضوي أن الدنيا تؤخذ غلابا, سواء تمت هذه الغلبة بالسطوة المالية أو الاجتماعية, أو العرقية, أو القبلية, أو الطبقية.
يكره الالتزام لأنه يدرك أن التزامه أداء واجباته ومسؤولياته الاجتماعية سيرغمه على العمل والتنازل أحياناً عن بعض غروره الشخصي.
يتضايق الفوضوي من كل ما يشير إلى النظامية فهو لا يتحمل الوقوف بالدور, بل سيحاول قدر ما يستطيع العثور على طريقة معوجة تمكنه من الافلات والتملص من أي نوع من الالتزام المدني.
يعتقد صاحب التفكير الفوضوي أن كل ما حوله فوضوي وعشوائي وأن “النجاح” في هكذا بيئة يتمثل في الكسب الشخصي بالطرق الملتوية والأساليب المعوجة.
يعتقد الفوضوي أن غالبية أمور الحياة الدنيا خبط عشواء, وبخاصة عندما يتعلق الأمر في الحصول على مزيد من الربح الشخصي, فالغلبة للأقوى جسدياً والأشد سطوة وقسوة, و “يا جبل ما يهزك ريح”!
يتضايق الفوضوي من كل من يدعو الى تكريس النظامية والالتزام في المجتمع, بل وسيعتبر كل من يدعو الى اداء الواجبات والمسؤوليات الاجتماعية نداً وعدواً يرغب في سلبه “حقوقه”!
يتملق كثيراً لدى من هم أقوى منه جسدياً أو اجتماعيا أو من هم أكثر ثراءً, ويرهب فقط السطوة والقسوة ولا يُحَجِّمُه سوى تلقيه مزيدا من التعجرف على يد من يعرفون كيف يفكر صاحب العقل الفوضوي.
يعتقد الفوضوي أن الستراتيجية الأكثر نجاحاً في إدارة شؤون الحياة اليومية هي: “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب,” فلا يعد موازنة معقولة لمصاريفه الشخصية, بل يعيش على فتات ديونه وإسرافه اللامنطقي.
يرفض الفوضوي الالتزام بمسؤولياته الاجتماعية, فلا يتكرس لديه حس وطني واضح, ولا يفتخر بهويته الوطنية ونادراً ما يشعر بالانتماء لمجتمعه الوطني, لان ولاءه لمصلحته الشخصية, فقط لا غير.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق