– لا نرى سببا حقيقيا وملحا لاستجواب وزير البلدية والاسكان، خاصة بعد بيان مجلس الوزراء وتشكيل لجنة محايدة برئاسة المستشار صلاح المسعد للتحقيق في ملابسات تدمير وازالة بعض المقار المقامة للاحتفاء بعاشوراء.
ولكن من حق النائبين اللذين قدما استجوابهما ان يختلفا معنا في تقييم استحقاق الاستجواب.
غير اننا ولحساسية الموضوع نتمنى على النائبين اللذين قدما الاستجواب ان يبادرا بطلب تحويل الجلسة الى سرية. لان موضوع الاستجواب وصلبه قد يكون باباً واسعاً للمساس بمشاعر ومعتقدات مواطنين من الطرفين. ولقد جاء في نص الاستجواب الذي قدماه جملة تقول عن اسباب تقديم الاستجواب «.. للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وحماية الوحدة الوطنية»!.
ونحن اذ لا نشك بنوايا النائبين الفاضلين الا اننا لا نرى كيف يمكن الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وحماية الوحدة الوطنية عبر استجواب علني يتحدث عن الاعتداء على مقدسات وشعائر دينية مختلف عليها بين مذاهب اسلامية؟!
لذلك فالأسلم للجبهة الداخلية والوحدة الوطنية ان يكون النقاش في جلسة سرية نتمنى على النائبين العزيزين ان يكونا هما من يبادر بطلبها.
– النائبة صفاء لم تعتذر عن ما قالته من افك واتهام في حق الجسد الصحفي وسمو الرئيس، عندما اتهمته برشوتهم بالاراضي والفلوس، مما اثار عليها زوبعة مستحقة من الحنق والغضب من جمعية الصحافيين، وموجة الغضب هذه قطعا ستتحول الى قضايا تقام ضدها وقد بدأتها الزميلة الراي.
النائبة صفاء لم تعتذر وانما قالت «لدي الشجاعة للاعتذار عن كلمات خرجت بحق سمو الرئيس واصحاب الصحف حول كلمة رشوة»!!
ونحن نظن ان الادعاء بامتلاك الشجاعة للاعتذار كان يجب ان يؤكده اعتذار صريح وواضح للجسد الصحفي ولسمو الرئيس.
فالشجاعة او الجبن لا يعنينا بشيء وادعاء الشجاعة كلام مرسل بلا دليل عملي، ومحاولة التلاعب بالالفاظ ليس من الذكاء استعمالها مع اناس حرفتهم الاحرف والكلمات.
ونسأل النائبة صفاء، عندما اتهمت الصحافيين ولقاءهم مع سمو الرئيس ألم تعرفي ان بينهم بعض الزملاء ممن لولاهم لأصبحت نسياً منسياً. فهل يستحقون اتهامك الارعن؟! أم هو نكران للجميل؟!!
– هل تذكرون ما اسموه بالربيع العربي؟!، هل تسمعون احد يتشدق بالربيع العربي هذه الايام؟!
عودوا بالذاكرة الى عامين أو ثلاثة مضت وحاولوا ان تستعيدوا أسماء الكتاب والسياسيين الذين ادوشونا بالربيع العربي وبشرونا برياح التغيير. ومن ثم ضعوا دوائر حول هذه الاسماء لتتذكروا انهم اما كاذبون واما قصيرو نظر ومنعدمو رؤية، وانهم لا يستحقون أن تصدقوا ما يكتبون أو يطرحون اليوم.
المرحوم عبدالله حسين كان يلعلع بالقومية العربية ويكتب فيها المقالات المدبجة، ويرى ان صدام حسين هو سيفها المشهر، حتى جاء الغزو العراقي فعرّى القومية وهتك عرضها وحولها الى مومس لا زبائن لها.
من يومها توقف المرحوم عبدالله حسين عن الكتابة تماماً ما عدا مقالاً يتيماً.
عبدالله حسين رحمه الله احترم قراءه وتحمل مسؤولية الخطأ الجسيم بتصديق اكذوبة القومية وتجاهل خطورة عنصرتها، فتوقف عن الكتابة!.
ولكن قليل من يحمل مثل احترام المرحوم للذات، فنراهم بعد تمجيد الخراب العربي وتعري فهمهم لا يزالون يحاولون اقناعنا بتصديق تحليلاتهم وآرائهم.. فتباً لهم وتباً لمن يصدقهم.
– عندما ضرب التسونامي شواطئ اليابان لم توقفه التكنولوجيا ولا تطور الصناعة اليابانية، فأغرق كل شيء حتى المفاعل الذري.
وعندما هب إعصار كاترينا على ولاية نيو اورليانز ودمر كل شيء وشرد نصف سكان المدن، لم توقفه ناسا ولا جنرال موتورز!.
فالطبيعة اقوى من كل علم وقدرات الانسان، ولا يمكن للانسان ان يخطط لمواجهة ما هو غير مألوف من اجواء وعواصف.
لذلك فإن ما تعرضت له الكويت من امطار غزيرة وغير مألوفة كان لابد ان يكون له تأثير مدمر بصورة من الصور.
غير اننا ولله الحمد لم نصل الى مرحلة الكارثة أو المصيبة. فانسداد الشوارع وغرقها بالماء أو ان تطفح بعض اجزاء من المجاري امام هذا الكم المهول من الامطار، لا يشكل ما يستوجب هذه التعليقات الساخرة التي برع بها المغردون والكويتيون مؤخرا.
هناك منازل في ارقى ضواحي الكويت يملكها تجار ومقاولون اصابها الخرير أو غرقت حدائقها وربما ادوارها الارضية، فكل فلوس الارض لا يمكن لها ان تخطط وتبني لكل انواع الاجواء غير المعتادة.
لذلك فالحمد لله على ابتلائه ونشكره على نعمة انظمة صرفنا الصحي وشوارعنا فنحن ولله الحمد افضل من كثير من الدول في هذا.
أعزاءنا
رغم تفشي الفساد وسوء الخدمات، ورغم الامطار غير المسبوقة تمكنت الكويت من استضافة 77 دولة في اجتماع القمة العربية الافريقية التي دعا لها صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد.
لله درك يا أبا ناصر. فأنت لست أمير الكويت فقط وإنما انت أيضاً …. امبراطور الدبلوماسية.
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق