عبداللطيف الدعيج: حريم الكويت… مالت عليكم

المفروض ان يكون العنوان «سليمة تصكم»، بس بدت هذه الدعوة قوية شوي. وربما لا تتناسب والتقدير المفروض ان نلتزم به تجاه المرأة، لذا اعتقد ان «مالت عليكم»، دعوة فيها الكفاية. سليمة فسرها الوزير السابق السيد محمد السنعوسي بانها «الدنيا». وعلى هذا تصبح سليمة تصكك وفقا لابي طارق «تضيق بك الدنيا». الزميل فؤاد الهاشم فسرها حسب احد القواميس منذ سنوات بأنها الصخر او بالذات الجلمود القوي. اعتقد ان هذا التفسير اقرب للواقع لان «تصك» تعني تضرب وليس تضيق او تصفع كما فسرها الوزير السنعوسي. «مالت عليك» في الغالب تعني مال عليك الجدار، وبالمناسبة هناك من يفسر سليمة بانها الجدار او «الطوفة» بالتأنيث. ايا كان معنى هذه الدعاوي «الجايدة»، فأنا اعتقد انها تليق بحريم الكويت، وربما يستاهلن اكثر من مثل هذه الشماتة.

قبل ايام وافقت اللجنة التشريعية في مجلس الامة على ان يتم السماح للمواطنة الكويتية بان تتقدم بطلب اسكان لايواء عائلتها! انا طول هذه المدة كنت اعتقد ان هذا امر مفروغ منه. لان الدستور ساوى بين المواطنين، والمحكمة الدستورية ومعها بقية محاكمنا رجحت دائما المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، بغض النظر عن اختلاف جنسهم او لونهم او اصلهم، التزاما بالمادة 29 من الدستور. لكن موافقة اللجنة التشريعية بينت ان المواطنة الكويتية لا تزال تعاني الاظطهاد والحرمان لانها امرأة. فهي محرومة من توريث جنسيتها لفلذات اكبادها مثل اخيها المواطن، علما بان الانتساب للمرأة اكثر ثباتا وتأكيدا من الانتساب للرجل. ومن لا يصدق فعليه ان يسأل «الينانوة». ففي الافلام المصرية القديمة.. يسأل الجني او يخاطب المسكون نسبة الى امه، وغالبا ما يكون ابن نفيسة او زليخة. المهم ان الجن مثل بقية من يمارس الطقوس، تلجأ الى نسب الام باعتباره الاكثر صحة، مع هذا فان مجتمعنا الذكوري لا يزال يحرم المواطنة من توريث جنسيتها الى ابنائها. ربما هناك اعذار امنية ـــ بالتأكيد سخيفة ـــ تحول بين المواطنة المرأة وتجنيس فلذات اكبادها… لكن ما هي الاعذار التي تفرض حرمانها طوال هذه السنوات من حق السكن؟!

لقد مر الآن اكثر من خمسة او ستة مجالس ساهمت المرأة في انتخاب اعضائها. بل هي رجحت، بل وحسمت في الغالب نجاح الكثيرين. مع هذا فان احدا من الخمسين نائبا او ثلاثمائة نائب، ان احتسبنا عدد نواب تلك السنوات جميعا، لم يعن ولم تأت حقوق المرأة الناخبة في التجنيس او حتى السكن على سلم او حتى ضمن اولوياته! حتى موافقة اللجنة التشريعية تبقى في الحقيقية موافقة صورية، لان اعضاء اللجنة سيهملون عرض الامر على المجلس او ان المجلس سيرفض او يؤجل كالعادة نظر الامر.

لهذا فان حريم الكويت يستحققن بجدارة «مالت عليكم.. وسليمة تصكم بعد» على انتخابهن لهكذا اعضاء.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.