خالد الجنفاوي: المؤمن لا يتهرب من مسؤولياته الوظيفية

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن اتقان العمل الوظيفي والإحسان فيه من الايمان. فالإنسان المسلم من المفترض أن يتقن عمله ويؤدي ما عليه من مسؤوليات وواجبات وظيفية لأن ذلك يعبر عن إيمانه. فليس من المنطق أن يتحدث أحدهم كثيراً حول أهمية إتقان العمل وإجادته بينما تناقض سلوكياته وتصرفاته ما يدعو إليه. فالإنسان المؤمن من المفترض أن يستمر قدوة صالحة للآخرين, يطبق ما يتحدث عنه من مبادئ أخلاقية وإيمانية. وإذا كان إتقان العمل وإجادته والايفاء الكامل بمتطلباته الرئيسية يعكس مستوى إيمان الفرد المسلم, فحري بمن يصور نفسه أكثر الناس التزاما بتعاليم الاسلام أن يستمر قدوة للإحسان في العمل والحرص على الانتاجية. فشتان بين ادعاء اتقان العمل بينما تناقض التصرفات الفعلية ما يردده البعض من شعارات إيمانية يخالفونها في حياتهم اليومية.
على سبيل المثال, لو تكرست مفاهيم العمل والانتاجية والإحسان في المجتمع الإنساني لقل الفساد. فهذا الأخير, وما يرتبط به من مظاهر سلبية أخرى مثل التسيب الوظيفي والإهمال والتقاعس عن أداء الواجبات والمسؤوليات الوظيفية يسببها غياب أو ضعف ثقافة إتقان العمل والانتاجية في البيئة الانسانية. بمعنى آخر, لو راجت في المجتمع الإنساني ثقافة إتقان العمل لقل فيه الفساد بكل أشكاله وأنواعه. فإتقان العمل يؤدي إلى تكريس ثقافة الانتاجية في البيئة الانسانية وتباعاً سيؤدي ذلك إلى تطوير المجتمع ككل.
يصعب علي تصديق أن أحدهم يعتبر نفسه مؤمناً أو متديناً أو إنساناً سوياً أو صالحاً وكثير من أفعاله يناقض أقواله “الأخلاقية.” فكيف يصبح مؤمناً وصادقاً مع نفسه ومع الناس الآخرين وهو يتملص من أداء واجباته ومسؤولياته الوظيفية? وكيف يمكن وصف أحد الأفراد بأنه إنسان سوي ومؤمن بينما يهمل أداء عمله الوظيفي ويحاول قدر ما يستطيع قتل الوقت اثناء ممارسة الوظيفة بالأحاديث الجانبية وقراءة الجرائد والتكاسل عن أداء ما عليه?
بالطبع, يمكن لأحدهم أن يعلن للناس إيمانه والتزامه الأخلاقي ويطلق الشعارات الرنانة حول استقامته الأخلاقية بينما هو في حقيقة الأمر موظف سيئ للغاية. القيمة الأخلاقية والإيمانية للإنسان يحددها مقدار إنتاجيته في العمل وأدائه الكامل لمسؤولياته وواجباته الوظيفية.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.comحوارات
المؤمن لا يتهرب من مسؤولياته الوظيفية
د. خالد عايد الجنفاوي

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن اتقان العمل الوظيفي والإحسان فيه من الايمان. فالإنسان المسلم من المفترض أن يتقن عمله ويؤدي ما عليه من مسؤوليات وواجبات وظيفية لأن ذلك يعبر عن إيمانه. فليس من المنطق أن يتحدث أحدهم كثيراً حول أهمية إتقان العمل وإجادته بينما تناقض سلوكياته وتصرفاته ما يدعو إليه. فالإنسان المؤمن من المفترض أن يستمر قدوة صالحة للآخرين, يطبق ما يتحدث عنه من مبادئ أخلاقية وإيمانية. وإذا كان إتقان العمل وإجادته والايفاء الكامل بمتطلباته الرئيسية يعكس مستوى إيمان الفرد المسلم, فحري بمن يصور نفسه أكثر الناس التزاما بتعاليم الاسلام أن يستمر قدوة للإحسان في العمل والحرص على الانتاجية. فشتان بين ادعاء اتقان العمل بينما تناقض التصرفات الفعلية ما يردده البعض من شعارات إيمانية يخالفونها في حياتهم اليومية.
على سبيل المثال, لو تكرست مفاهيم العمل والانتاجية والإحسان في المجتمع الإنساني لقل الفساد. فهذا الأخير, وما يرتبط به من مظاهر سلبية أخرى مثل التسيب الوظيفي والإهمال والتقاعس عن أداء الواجبات والمسؤوليات الوظيفية يسببها غياب أو ضعف ثقافة إتقان العمل والانتاجية في البيئة الانسانية. بمعنى آخر, لو راجت في المجتمع الإنساني ثقافة إتقان العمل لقل فيه الفساد بكل أشكاله وأنواعه. فإتقان العمل يؤدي إلى تكريس ثقافة الانتاجية في البيئة الانسانية وتباعاً سيؤدي ذلك إلى تطوير المجتمع ككل.
يصعب علي تصديق أن أحدهم يعتبر نفسه مؤمناً أو متديناً أو إنساناً سوياً أو صالحاً وكثير من أفعاله يناقض أقواله “الأخلاقية.” فكيف يصبح مؤمناً وصادقاً مع نفسه ومع الناس الآخرين وهو يتملص من أداء واجباته ومسؤولياته الوظيفية? وكيف يمكن وصف أحد الأفراد بأنه إنسان سوي ومؤمن بينما يهمل أداء عمله الوظيفي ويحاول قدر ما يستطيع قتل الوقت اثناء ممارسة الوظيفة بالأحاديث الجانبية وقراءة الجرائد والتكاسل عن أداء ما عليه?
بالطبع, يمكن لأحدهم أن يعلن للناس إيمانه والتزامه الأخلاقي ويطلق الشعارات الرنانة حول استقامته الأخلاقية بينما هو في حقيقة الأمر موظف سيئ للغاية. القيمة الأخلاقية والإيمانية للإنسان يحددها مقدار إنتاجيته في العمل وأدائه الكامل لمسؤولياته وواجباته الوظيفية.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.