حسن كرم: لا سرية ولا علنية.. رجاءً اسحب استجوابك يا التميمي

لا أخال أن النائبين المحترمين عبدالله التميمي وفيصل الدويسان يخفى عليهما الاحتقان الطائفي الذي يجتاح المنطقة، ومنها قطعاً الكويت.
ولا أخال انهما لا يدركان خطر ذلك على السلم الاجتماعي وعلى الوحدة الوطنية، فالعراق إلى جوارنا والمجازر الطائفية التي تشهدها الساحة العراقية باتت الخبز اليومي الذي يقتات عليه العراقيون، ولعلنا ندرك جميعاً أن خطر العراق الطائفي ليس بعيداً عنا، فقد قيل إذا جارك أخذ يحلق لحيته فبلل أنت لحيتك، لذلك فالكويت ليست في منأى ولا هي في مأمن، وما يشهده لبنان من تفجيرات استهدفت مساجد سنية وشيعية ومراكز تسوق وسفارات وما يشهده من قتال طائفي بين جماعات مؤيدة لهذا الطرف السوري أو لذاك الطرف السوري، صحيح أنه قتال أساسه الأزمة السورية، إلا أن من يدفع فاتورته هو كل لبنان بكل طوائفهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم.
سنخدع أنفسنا إذا قلنا إن الكويت أفضل حالاً من الوضع في لبنان، وسنخدع أنفسنا إذا قلنا لن يطول الكويت سوء إذا أدرك الجميع أن الخطر على الجميع ولا يطول طرفاً حتى يسلم الطرف الآخر.
لذا.. نقول صراحة لا تجعلوا من حكاية إزالة كشك الحسينية شرارة لحرائق طائفية لا أحد يبتغيها، لكن أبالسة الأرض ينتظرونها فإزالة الكشك بذرة فتنة والعياذ بالله.
خطأ إزالة الكشك على الوزير أو على المدير أو على موظف عادي ساذج حساباته كانت خاطئة، لكن أهم من كل ذلك أن الرسالة التي أرادوا ايصالها إلى الحكومة وإلى من وقف أو حرض أو أوعز لهؤلاء العمال إزالة الكشك قد وصلت وأدرك الكل حكومة ووزيراً ومديراً وموظفين خطأ التوقيت وخطيئة الإزالة.
من هنا أعتقد أن الاستجواب الذي يزمع النائبان المحترمان عبدالله التميمي وفيصل الدويسان تقديمه إلى وزير البلدية حول إزالة الكشك وخيام عاشوراء قد فقد تبريراته بعد مسارعة الحكومة إلى لملمة المسألة وصدور بيان تنديد وانتقاد وتشكيل لجنة تحقيق محايدة.
نحن نعلم أن الاستجواب سياسي وهدفه سياسي وقد ينطوي على أمور غائبة عنا، إلا أن كل ذلك لا يسمح للنائبين المحترمين تعكير أمن المجتمع وتهديد وحدته فقط لتسفية فواتير سياسية لتصفية بينهما والحكومة، لذلك نقول للنائبين المحترمين ان خيراً من صعود الوزير منصة الاستجواب في جلسة علنية أو سرية هو سحبه، وكفى المؤمنين شر الخلاف والاختلاف، ولندرك جميعا أن القنبلة الطائفية قابلة للانفجار في أية لحظة، فلا تكونوا أنتم سبباً لانفجارها ولا تجعلوا من كشك عادي سبباً لفتنة كبرى.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.